نوراليقين بن سليمان
منذ أزيد من خمس سنوات لم أبادل الزميل توفيق بوعشرين التحية.
ما يفوق ثلاث سنوت اختفت عني ابتسامة الزميل سليمان الريسوني و هو يعانقني في بعض الأمكنة.
منذ نفس المدة لم أعد ألتقي بالزميل عمر الراضي بمحطة القطار الذي كان يصافحني كزميل و كأب واحد من زملائه بالكلية.
يقول الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا:” لا يكون الصفح صفحا خالصا إلاّ حين يكون صفحا عمّا لا يقبل الصفح “.
…نعم ، آن الأوان لنقول بصيغة الجمع كفى، لقد حان الوقت للصفح ، للإفراج و للانفراج.
حان الوقت لفتح أبواب زنازن المعتقلات في وجه زملاء لنا للعودة إلى أحضان أسرهم و لمعانقة الحرية.
سنوات من الاعتقال مرت، رافقتها مناشدات ،ملتمسات ، تقارير و بيانات، أجمعت كلها على ضرورة الإفراج و أبرزت المصلحة في الانفراج.
بالأمس ، كانت المبادرات فردية أو مشتركة ، والمطلوب اليوم تتويج المسلسل التضامني بفعل جمعي قوي ، بمناشدات تهز الأحاسيس وتخترق القلب و العقل . و في الحاجة لنداء قوي و متكامل الأركان يشارك فيه الجميع.
مدخل هذا التتويج يكمن في كسر الحواجز، في تذويب الخلافات ، في الترفع عن المؤاخذات و جعل حسابات من الظالم و من المظلوم خلف ظهور الجميع.
بكلمة، الهدف إنساني ، يتوق للإفراج ولا غير سوى الإفراج. الكل معني بهذا الهدف النبيل، من نقابات ،أحزاب ، منظمات حقوقية ، برلمانيين و فعاليات مختلفة، و لن يستثنى أي طرف بما في ذلك الخصوم و المشتكون أو الضحايا و كل من آزرهم.
إذا كان العفو عند المقدرة من شيم الكرام ، فإن التسامح جزء من العدالة.
أجل، إن مناشدة العفو المطلوبة ستكون ولا ريب، نوعية و موجهة لمن هو مخول دستوريا لذلك.
في الخلاصة، الاستجابة لهذه المناشدة لن تكون عسيرة على ملك البلاد الذي متع أشرس معارض سابق ، وأقدم معتقل، بالعودة إلى وطنه المغرب من المنفى ألقسري بفرنسا، و أعني الراحل إبرهام السرفاتي.
ذات المناشدة ، يفترض أن تلقى القبول من ملك البلاد الذي سبق أيضا أن فتح ورشا لطي ماضي الانتهاكات الجسيمة بإصدار مرسوم بموجبه تم إحداث هيئة الإنصاف و المصالحة.
الاستلهام من الحديث النبوي الرائع: “اذهبوا فأنتم الطلقاء “ليس بعسير لفائدة توفيق و سليمان و عمر.