أضف النص الخاص بالعنوان هنا

رضوان التيجاني ل “عزيز غالي” : هل تعلم أن العلاقات الديبلوماسية بين إسرائيل و جنوب إفريقيا دائمة و مهيكلة

رضوان التيجاني ل “عزيز غالي” : هل تعلم أن العلاقات الديبلوماسية بين إسرائيل و جنوب إفريقيا دائمة و مهيكلة

رضوان التيجاني

واجب الأصدقاء أن ينصحوا و يوجهوا صديقهم في حالة الخطأ.
كان عزيز غالي قد هاجم كل من شارك في إحدى المسيرات المدعمة للمقاومة الفلسطينية و المناهضة للتطبيع و اعتبر أن صورة توقيع الاتفاق التطبيعي الثلاثي تمثل كل المشاركين فيها بما فيهم أعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بل و من مكتبها المركزي.

و بالأمس أقحم في تدوينة له المباراة بين المنتخبين المغربي و الجنوب إفريقي في قضايا بعيدة معتبرا أن تشجيع أحد الفريقين هو تموقع إما مع التطبيع/المغرب أو مع المقاومة/جنوب إفريقيا !!! هكذا بدون أساس أو منطق أو حتى جدية للأسف.
إن رئاسة جمعية من حجم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان شرف و مسؤولية كبيران، على من يتقلدها أن يقدرها و يحرص على المحافظة على تاريخها و مصداقيتها و قوتها و موضوعيتها و إشعاعها الحقوقي داخل و خارج المغرب.


إن مهام و رهانات و صعوبات النضال الحقوقي في المغرب من جهة و حساسية المنصب و الصفة من جهة ثانية و تربص أعداء حقوق الإنسان و أجهزة الدولة و توابعها التي تضايقها مواقف الجمعية و فضحها للانتهاكات الحقوقية من جهة ثالثة، كلها دواعي تفرض على الرئيس نوع من التحفظ و كثير من الاتزان و التدقيق في التصريحات و الخرجات الإعلامية بمرجعية حقوقية واضحة و الأخذ بعين الاعتبار أن الآراء و المواقف المعبر عنها تحسب على الجمعية لأن صفة الرئيس هي الأساس في اهتمام وسائل الإعلام.

وإن هذه الالتزامات ليست نظرية بل نجدها مكرسة في سلوك و تجارب الرؤساء و الرئيسة السابقين للجمعية الذين عايشتهم شخصيا : عبد الرحمان بنعمرو و عبد الحميد أمين و خديجة الرياضي و أحمد الهايج.
و الحقيقة أن في عدد من اللقاءات و التصريحات في مقر الجمعية أو التي يقدم فيها بصفته رئيسا للجمعية يصعب على المتتبع أن يميز إن كان يتكلم كرئيس للجمعية أم كعضو في النهج الديمقراطي العمالي أم كخبير في الصحة أم كمواطن يعبر عما يفكر فيه و ما يخالجه من هموم و من غضب.
كيف يستقيم أن نضيق على الناس حقهم في الترفيه و الفرح إن استطاعوا لذلك سبيلا و نمارس إرهابا فكريا على ملايين المغاربة الذين يتماهون مع منتخب بلادهم و نضعهم في اختيار عبثي بين الحق و الباطل، بين الجنة و النار و بين البطولة و الخيانة بمعادلة مهزوزة و معيوبة : المنتخب = النظام المغربي = التطبيع = الخيانة !!!


هل يعرف غالي مواقف و آراء مكونات المنتخب من القضية الفلسطينية و من كل القضايا و هل علينا أن نعرف هذه المواقف و الآراء و نسائلهم عنها قبل أن يصبحوا في الفريق “المنتخب” ؟؟!! أنشر هنا بعض صور لاعبي المنتخب في كأس العالم مع أن ذلك ليس واجبا لدعمهم و تشجيعهم.
هل يعلم غالي أن العلاقات الديبلوماسية بين إسرائيل و جنوب إفريقيا دائمة و مهيكلة (أي التطبيع) و لم تتوثر إلا في نونبر 2023 باستدعاء السفيرين و الهيأتين الديبلوماسيتين بين الطرفين !!!
في نفس السياق، أتمنى أن يلتزم غالي بأن تبقى المرجعية الحقوقية هي البوصلة و أن يعبر عن مواقف و قرارات أجهزة الجمعية التي هو أحد أعضائها. أقول هذا و أنا تحضرني بعض المواقف التي صرح بها مثل التعامل بالمثل بفرض التأشيرة على الفرنسيين و التهجم على منظمة هيومان رايتس ووتش في تغطيتها و رصدها للحرب في غزة و الدعوة لمراجعة الموقف منها.
في الختام أرجو أن لا يفهم كلامي إلا في إطار الرأي (رأي أحد الغيورين جدا على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان) و أن لا يرد عليه -إن تفضل أحد الأصدقاء أو إحدى الصديقات بذلك- إلا في إطار الرأي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار

فيديو