أصدرت دار نثر الترجمة المتميزة التي انجزها الكاتب والمترجم المغربي محمد جليد لرواية “الغواية” للروائي الفرنسي لوك لانغ.
تقع الرواية في 384 صفحة من القطع المتوسط، وحازت على جائزة ميديسيس عام 2019، كما وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة “فيمينا”.
وسبق أن لفتت الرواية منذ اطلاقها انتباه الصحافة الفرنسية، إذ أشادت جريدة “لوموند” الفرنسية بالرواية باعتبارها “كتابًا يطفو، يتحرّك، يحتوي على عدّة مشاهد من الأفعال المليئة بالعِبر…”، أما جريدة “لوفيغارو” فأشارت إلى أن الكتاب “سوداوي وقوي، يحكي عن عالم في طريقه إلى الانهيار”.
وتعد هذه الترجمة هي التقديم الأدبي الأول للروائي الفرنسي إلى القارئ العربي، وقد سبق أن عُرفت بدايته الأدبية بفرنسا عام 1998 عندما فاز بجائزة الكونغور للطلاب.
تتكون الرواية من أربعة فصول طويلة، تدور أحداثها المثيرة والمتشابكة في يومين فقط. وقد صوّرت رواية “الغواية” هموم الأسرة المعاصرة بما تعكسه من تصدّعات وانكسارات، وصراعات بين الأجيال، اختلافات في القيم والمواقف والسلوكيات وأنماط العيش، رواية سوداء حول روابط الأسرة البرجوازيّة.
وقد كشفت الرواية فوارق فكرية وحياتية شاسعة بين الأب “فرانسوا” الطبيب الناجح، المتشبّع بقيم الأسرة، وابنه “ماثيو”، الفتى الذهبي، صاحب النجاحات الخارقة في المال والأعمال، المسكون بالنزعة المادية المفرطة، وأخته التي لم تجد غضاضة في عشق رجل عصابات وتتولّه به.
ولم يعد الحب وحده كافيًا لبناء قيم الأسرة المعاصرة، بل للمال والجاه رغبتهما في فرض القيم الجديدة المعاصرة، تلك التي لم يألفها الآباء في زمنهم.
حول هذه الفكرة عرض لوك لانغ فلسفة الحياة الجديدة، التي يوجهها المال والجاه والمنصب، ولوك لانغ في تجربته هذه كما لو أنه يرثي عالما آخذًا في الأفول، مع كل ذلك يثبت لقرائه اختياره الفني الخاص في طريقة كتابة روايته، اختيار بناه على تصوير الأحداث وتشذير الأفكار بالجمل الطويلة، بطريقة حافظ فيها على جمالياته الكتابية القائمة على المحو والإضمار.