أضف النص الخاص بالعنوان هنا

تشكيل المجالس البلدية والجهوية تعد امتحان ل”الحزب الشعبي و”بوكس” أمام الرأي العام الإسباني

تشكيل المجالس البلدية والجهوية تعد امتحان ل”الحزب الشعبي و”بوكس” أمام الرأي العام الإسباني

عبد الواحد الكطابي

يحاول”الحزب الشعبي” اليميني أن يقدم نفسه على أنه مختلف كثيرا عن حزب”بوكس” اليميني المتطرف، لذلك تجده ينأى بنفسه عن بعض المواقف التي تجعله يفقد اعتداله وبعض ناخبيه الذين ينتقلون إلى جهة الحزب الراديكالي.

وللحفاظ على قاعدته الانتاخبية ،لا يتردد الحزب الشعبي في تبني مواقف تجعله يتماهى أحيانا مع حزب “بوكس” لكنه في نفس الوقت يحاول التذكير بأنه حزب يميني وسطي تماما عندما انتهج مواقف من قانون استفادة من السكن الاجتماعي الذي طرحته الحكومة الحالية.

حيث حاول أن يتبنى موقفا يتماهى مع حزب”بوكس” لكنه حاول الابتعاد عنه فيما يخص  حقوق المرأة ومثليي الجنس وقضايا المهاجرين وإن كان في الحقيقة يجد نفسه مضطرا بحكم التزاماته مع الاتحاد الأوروبي وبعض من قاعدته الانتخابية المتشكلة من الفلاحين الكبار المستغلين للمهاجرين غير الشرعيين أو العمال الموسميين.

لقد بوأت الانتخابات البلدية والجهوية الأغلبية المطلقة للحزب الشعبي في بعض الجهات كمدريد ومورسيا وبلدية ملقة مثلا  تجعله يشكل مجالسها الجماعية دون الحاجة للتوافق مع الأحزاب الأخرى.

لكنه بالمقابل يجد نفسه في مجموعة من المدن في حاجة إلى التوافق مع أحزاب أخرى لتشكيل مجالسها.

ويقدم”الحزب الشعبي”نفسه على أنه البديل الانتخابي لمنافسه التقليدي:”الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني” محملا إياه الأوضاع الحالية للمجتمع الإسباني مما يجعله غير راغب في الائتلاف معه حتى لا يسقط في التناقض..

ولتشكيل تلك المجالس سيجد نفسه مضطرا للتوافق مع الحزب المتطرف”بوكس”، والذي يفرض عليه ليس التحالف في المدن التي لا يتمتع فيها الحزب بأغلبية مطلقة بل يطالبه بتحالف يشمل كافة التراب الإسباني

لقد حقق الحزب الراديكالي تقدما ملحوظا، الحزب الوحيد الذي ضاعف عدد ناخبيه تقريبا، مما يجعله في وضع مريح ليفرض شر وطه على الحزب الشعبي ويطالبه بالوضوح أمام كتلته الانتخابية وأمام الرأي العام الإسباني.

تشكيل المجالس البلدية والجهوية تعد امتحانا لقدرة”الحزب الشعبي” للوفاء لكتلته الانتخابية وكبح جماح الحزب الراديكالي.

ولعل التساؤل الذي يبقى مشروعا:هل فطن رئيس”الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني”لهذا الصراع وبادر بتنظيم انتخابات سابقة لأوانها حتى يستفيد من الصراع بين الحزبين اليمينين في الوقت الذي ضمن فيه تراجع الأحزاب اليسارية الأخرى..؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار

فيديو