تعرف إسبانيا اليوم إجراء انتخابات بلدية وجهوية للحسم في تسيير مختلف المدن والقرى والأقاليم والجهات التي تتمتع بعضها بحكم ذاتي كجهة الباسك وكاتالونيا.
ومن المثير في انتخابات الأحد ، رغم كونها ذات بعد محلي وجهوي، إلا أنها تجعل من بعض القضايا ذات الاهتمام الوطني تدخل في صلب الحملات الانتخابية التي تختلف باختلاف الأحزاب ومدى تطرفها سواء كان ذلك في أقصى اليمين أو في أقصى اليسار.
ومن بين القضايا التي حضرت بشكل لافت، قضية الصحراء المغربية و مسالة الحدود البرية والبحرية مع الجار الجنوبي، و المهاجرين السريين، والعمال الموسميين التي تجلبهم إسبانيا للعمل في حقول الفراولة بعقود عمل محددة المدة و القاصرين.
ووجد الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني نفسه أمام سيل هائل من الانتقادات، خاصة موقفه من قضية الصحراء المغربية، من كل باقي التشكيلات السياسية الأخرى بل وحتى من طرف المشتركين في الحكومة كحزبي بوديموس و سومار وباقي الداعمين من الأحزاب القومية الباسكية و الكتالونية.
ووجد الحزب الشعبي الفرصة لشن هجمة منظمة على خصمه التاريخي متهما إياه يالرضوخ إلى مطالب المغرب محاولا رفع سقف الانتقادات حتى لا يترك المجال الحزب اليميني المتطرف بوكس الذي يعرف نموا متزايدا في المعاقل الانتخابية للحزب الشعبي و قدرته على استقطاب أصوات الغاضبين والمصوتين الجدد من الشباب.
ويقدم الحزب المتطرف نفسه على أنه المنقذ لإسبانيا من تدفق المهاجرين غير النظامين و يعد بتسييج سبتة ومليلية المدينتين المغربيتين المحتلتين، والعمل على الإنزال العسكري بهما قصد حمايتهما.
كما لا يتردد في اتهام الحزب الشعبي بخذلان الاسبان عندما تأتي ساعة الحسم.
وسارع الحزبان اليمينيان إلى التهويل من صفقة السلاح التي أجراها المغرب مؤخرا حيث اعتبرا بأن الصواريخ يمكنها أن تصل إلى العاصمة الاسبانية مدريد.
ورغم أن استطلاعات الرأي تمنح الحزب الاشتراكي تقدما طفيفا إلا أن كل الاحتمالات تبقى واردة اذا ما قرر غير الحاسمين أو العازفين عن التصويت التوجه لصناديق الاقتراع أو اذا لم يجد الناخبون المحسوبين على الحزب ما يحفزهم على التصويت في يوم عطلة.
