احتضن مسرح محمد الخامس بالرباط، مساء أمس الإثنين، حفل اختتام فعاليات تظاهرة “الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022″، التي نظمت طيلة سنة كاملة ضمن برنامج منظمة (إيسيسكو) لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، وذلك تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.
وشهد الحفل حضور وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، والمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، وفعاليات ثقافية عدة من المغرب ومن بلدان عربية وإفريقية.
وفي كلمته بالمناسبة، قال بنسعيد إن فعاليات “الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022″، عرفت “نجاحا باهرا بفضل تمتعها بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وسلط الوزير الضوء على قيمة “التظاهرات الثقافية والفنية والفكرية ذات المستوى الرفيع” التي شهدتها الرباط في إطار هذا البرنامج، مبرزا على الخصوص احتضان المدينة المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية الذي افتتحه ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، والذي يشهد إقبالا منقطع النظير.
وأكد بنسعيد أن اختتام فعاليات “الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022″، يشكل مناسبة كذلك لتثمين “الجهود التي تبذلها بلادنا تحت القيادة الملكية السامية لجعل عاصمة المملكة حاضرة عالمية بمعالمها الثقافية المختلفة”.
وذكر الوزير أن مدينة مراكش ستكون عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024، مبرزا أنها “فرصة لإبراز ما تزخر به عاصمة النخيل من معالم ثقافية وحضارة تاريخية”.
ولم يفت بنسعيد التنويه بالتعاون المشترك الذي يجمع المملكة بمنظمة الإيسيسكو فيما يخص الحفاظ على التراث الثقافي اللامادي، مشيرا إلى أن “المملكة تمكنت من تسجيل 27 عنصرا تراثيا على قوائم الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي خلال سنة 2022”.
من جانبه، أبرز المدير العام لمنظمة (ايسيسكو) ما تزخر به مدينة الرباط من معالم ثقافية تاريخية وحضارية جعلتها “تستحق بحق لقب عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي”، مبرزا أن الرباط نالت شرف احتضان المتحف والمعرض الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية الذي زاره أكثر من مليون ونصف المليون زائر في شهور أربعة.
كما أشار المالك إلى الأنشطة الثقافية التي احتضنتها عاصمة المملكة في إطار هذه التظاهرة، موضحا أن “الرباط جالت ب260 نشاطا في آفاق المثاقفة خلال الاحتفاء بها عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي”، منها احتضانها للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
وشهد حفل اختتام فعاليات “الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2022” حفلا موسيقيا شارك فيه جوق الموسيقى الأندلسية، برئاسة الأستاذ أمين الدبي، والفنانات سميرة القادري وكريمة الصقلي وبهاء الرندة، والفنانين سعيد بلقاضي ورشيد زروال، والموسيقار اللبناني مصطفى مطر، إلى جانب أوركسترا الجوق السمفوني.
يشار إلى أن اختيار مدينة الرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، يأتي حسب (ايسيسكو) “لما تزخر به المدينة العريقة من موروث ثقافي رفيع، وبما تتوفر عليه من مؤسسات ثقافية وفنية عالمية، وبما تشهده من حراك ثقافي وفني في محيطها العربي والإسلامي والإفريقي والمتوسطي، ونهضة عمرانية بتوجيهات ملكية سامية، لتجعل منها مركز إشعاع ثقافي دولي، ووجهة ثقافية وسياحية، تستقطب شرائح واسعة من داخل المملكة وخارجها”.
وإلى جانب الرباط، ضمت قائمة (إيسيسكو) لعواصم للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022، ثلاثة مدن أخرى هي القاهرة، وباندونغ (اندونيسيا)، وياوندي (الكامرون).
ويعد برنامج الاحتفاء بعواصم الثقافة الإسلامية من البرامج الكبرى للإيسيسكو، والذي تسعى من خلاله إلى التعريف بالمخزون الثقافي الإسلامي لعدد من عواصم الدول الأعضاء، وإبراز تنوع وغنى وجمالية مكونات تراثه المادي وغير المادي، وإسهامات علمائه وفنانيه ومبدعيه في مختلف مجالات المعرفة والبناء الحضاري للأمة وللإنسانية جمعاء.
ويهدف هذا البرنامج التعريف بالحواضر الإسلامية ذات العراقة التاريخية والتميز الثقافي، وتسليط الضوء على تراثها الفكري والثقافي والإبداعي، وإبراز التنوع الثقافي للشعوب الإسلامية. كما تهدف الايسيسكو من وراء هذا البرنامج إلى تنشيط الحركة الثقافية في العواصم المحتفى بها، وتفعيل الدور المحوري للعمل الثقافي في تدبير الشأن العام لهذه المدن.