أضف النص الخاص بالعنوان هنا

سير حكماء في كلمات.. عبد السلام الباهي

سير حكماء في كلمات.. عبد السلام الباهي

عبد اللطيف الجعفري


   
   قال الإمام الشافعي” لا تمنحوا الحكمة لغير أهلها فتظلموها، ولاتمنعوها عن أهلها فتظلموهم “.

   محامي وحقوقي ومناضل من طينة خاصة .. وعي ثاقب بمتطلبات النضال الرامية إلى حياة أفضل .. إيمان راسخ بالاختلاف والحوار … دفاع مستميت عن حقوق الإنسان من مواقع مختلفة .

     في ريعان شبابه ، شق بشجاعة طريقا مليئة بالأشواك والصعاب ، وركب صهوة المخاطر، فكان مدركا أن هذا الطريق يفضي لا محالة إلى فضاءات السجون، ومع ذلك لم يتردد، ولم يتراجع ، لأنه بكل بساطة، مقتنع بخياراته الفكرية .  

     يحكى عنه، حين كان في السجن إلى جانب عدد من رفاق دربه، بأنه رجل التوافقات في الآراء ، والقدرة على الإقناع، وذلك في زمن ليس من السهل إقناع أشخاص دخلوا الزنازن دفاعا عن أفكارهم، خاصة حين تشتعل نار النقاشات بشأن قضايا كثيرة بين رفاق جمعتهم الزنازن، وكانت وقتئذ تفرقهم الآراء، ضمن مبدأ الاختلاف الذي يحتد ويلين حسب الظروف .

    في الماضي كانت شخصيته ملهمة، بشكل لا يتصور ، لعدد من شباب الجنوب الشرقي (زاكورة)، الذي هو موطن أسرته الأصلي .. فكانوا يرون فيه مواطنا محترما، ومناضلا فذا يعمل من أجل الحرية في الرأي والتفكير والتعبير، وخدمة الوطن .
 
    لم تتغير هذه الصورة في أذهان هؤلاء الشباب، رغم تحولات الدهر، وجريان مياه كثيرة من تحت جسور الحياة،  لأنهم يرون في هذا الرجل، الشخص الذي بقي وفيا لنهجه في التعاطي مع حقوق الناس، وفي تطلعه لدولة تزحر بمنسوب كبير من الحق والقانون والعدالة الاجتماعية.      

   ووفاء لهذا التقدير والاحترام ، ظل سي عبد السلام كما يسميه أصدقاؤه، متشبثا بجذوره  وأوشاج قرية أسرته (تسركات ) بزاكورة التي لا يبخل عليها بعطاءاته، بل وعاضا بالنواجد على روح الصداقات مع هؤلاء الشباب، الذين كبروا في السن وفي الأفكار، وأدركوا أن الأمر يتعلق بشخص نظيف اليد والعقل والأفكار، وهي صفات تنضاف لشخصيته الحاملة لكل مظاهر التواضع والبساطة واللطف.

   في دروب الحياة، التي منحتني حظ التقرب من هذا الشخص المحترم، كنت دوما أرى كل صفات المواطنة الصادقة في شخص الأستاذ الباهي .. لدرجة أتخيله يردد باستمرار، ما قاله يوما الشاعر إيليا أبو ماضي في قصيدته  ” أنا من أنا يا ترى في الوجود ” ..
 

بني وَطَني مَن أَنا في الوُجودِ  ///  وَما هُوَ شَأني وَما مَوضِعي
أَنا أَنتُم إِن ضَحِكتُم لِأَمرٍ              ///  ضَحِكتُ ، وَأَدمُعُكُم أَدمُعي
إِذا لَم أَكُن مَعَكُم في غَدٍ               ///  فَإِنّي سَأَمضي وَأَنتُم مَعي

One Response

  1. جميل جدا أن نقرأ ما عاينناه عن قرب في شخص الاستاذ الباهي و الأجمل أيضا أن يكون ذلك بقلم السي عبد اللطيف الجعفري كنا في الماضي البعيد نسمع عنه و نتوق لرؤيته و مجالسته – كصحافي مميز ابن بلدة تسركات زاكورة.-
    سلمت أناملك السي عبد الطيف ، ودام عطاؤك و وفاؤك أستاذ الباهي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار

فيديو