ألم تأت أيها الأمازيغي من اليمن والشام عن طريق الحبشة ومصر.
وألا يعني درس التاريخ هذا الذي تعلمناه في المدرسة أنك عربي قح. ومن العرب العاربة.
وأن جدك هو يعرب بن قحطان.
وفي الغالب أنك غير موجود أيها الأمازيغي. وما عليك إلا أن تتأكد من ذلك. وتعترف.
المس نفسك أيها الأمازيغي.
تحقق منها.
وفتش فيها وستجد أجدادك العرب. وجيناتهم. ولغتهم. وستكتشفك أنك لست أنت.
وتذكر.
تذكر جيدا أيها الأمازيغي أين فقدت لغة الضاد. وفي أي بلاد. وفي أي طريق.
وربما سرقها منك البدو في الصحراء.
وربما سلبها منك قطاع الطرق في الحبشة وأنت نائم.
وربما بعتها لهم في أرض السودان مقابل جرعة ماء وكسرة خبز وإدام.
وربما نسيتها بسبب التعب. أو بسبب ضربة شمس.
وهذا ما يحاول أن ينبهك إليه القوميون العروبيون والسلفيون.
وهذا ما تسعى الحكومات المغربية المتعاقبة إلى أن توضحه لك. فتتلكأ في تطبيق الدستور.
منتظرة اللحظة التي يعود إليك فيها الوعي أيها الأمازيغي. وتسترجع ذاكرتك.
وتكتشف بنفسك أنك لست كما كنت تظن.
وأن لا ثقافة لك. ولا هوية لك. ولا وطن لك. ولا تاريخ لك. ولا حقوق لك. وأنك دخيل.
وكما قال لك الشيخ حسن الكتاني. وكما شرح لك أمثاله من السلفيين. فلا أعياد لك.
ولا سنة جديدة لك.
ولا حق لك في الفرح. وفي الانتماء. وفي أن تعترف الدولة بأعيادك ومناسباتك. وبلغتك. وبثقافتك.
أنت خرافة أيها الأمازيغي المغربي.
أنت وهم. وفتنة.
أنت غير موجود بالمطلق.
أنت عربي فقد ذاكرته ولغته.
أنت مسحور أيها الأمازيغي.
أنت حرام أيها الأمازيغي.
أنت في بلاد مغربية فيها الوهابية. وفيها صحراء الخليج. وفيها الغرب. وفيها الشرق. وفيها أعيادهم. وفيها لغاتهم. وفيها الفرس. وفيها كل شيء.
إلا أنت أيها الأمازيغي. أنت عنصر غير مرغوب فيه.
أنت غير موجود. وجاهلي. وقديم. وإنسان خرافي. ولن يسمح السلفيون بأن يكون لك تقويم يخصك.ولا لغة. ولا لسان.
ولن يسمح لك حسن الكتاني بأن يكون لك عيد.
ورغما عنك. سنستخرج منك العربي الكامن فيك. وسترى ذلك بأم عينيك. وستكتشف كم أنك غير موجود. وكم كنت مخدوعا. ومنذ 2790 سنة. وأكثر. وأنت تظن أن لك هوية. وأرض. وثقافة. وتاريخ. ومغرب. وأنك أمازيغي. والحال أنك جئت من اليمن والشام عن طريق الحبشة ومصر.
****************
المقال نشر في جريدة الأحداث المغربية،بمناسبة الاحتفال بالسنة الامازيغية 2790.