أضف النص الخاص بالعنوان هنا

إنهم الأبطال الحقيقيون

إنهم الأبطال الحقيقيون

فتيحة مسعود بوتكرة، أستاذة مغربية مقيمة بالبحرين.

أياما معدودات وينتهي مونديال قطر 2022

ما الدرس المستفاد من تجربة المنتخب المغربي في هذا المونديال؟

كوني لا أفهم في كرة القدم ..لن أحلل تجربة المنتخب الرياضية،  من لعب وتنسيق وتكتيك وتكنيك فالمداد العالمي كفى ووفى، سأكتفي بوجهة نظري من حيث الروح الوطنية والإنسانية التي جعلت العالم بأسره يقف إجلالا لفريق فتي، زج به الحظ في مجموعة الموت كما يحلو للأغلبية تصنيفها ..كانت نشوة المغاربة مقتصرة على نجاح المنتخب في الوصول إلى مونديال 2022 فقط ..لكن مع الروح القتالية لأبناء الركراكي حلمنا بالمرور إلى الدور الثاني ثم الربع وعانقنا المجد بالوصول إلى نصف النهاية التي لم يصلها ذوي أمجاد  الكرة كالبرازيل والبرتغال وإسبانيا وبلجيكا  وهلما جرا.

فعلها المنتخب وبلغنا المجد معهم انتشينا وانتشى الجمهور المغربي والعربي والمسلمون في كل الأصقاع!!!

حتى هزيمتهم أمام فرنسا لم تكسر فرحتنا بهذا المجد الذي صنعه فتية الركراكي…

الأستاذة فتيحة مسعود، رفقة تلامذتها، وهم يحتفلون بانتصارات المنتخب الوطني، طالب يوناني وليبي ولبناني.

تعلمنا من المنتخب أن المستحيل كلمة لن تدخل مفرداتنا وحياتنا بعد اليوم ..وأن لازمة الركراكي (سير سير ) يجب أن يستهل بها الموظف والعامل البسيط والمعلم والأستاذ والمدير يومهم. تعلمنا ان الشعب المغربي جميل وأنيق ومساند، يحتاج فقط لطبطبة واحتواء صغير من مسؤوليه. عرفنا أن الوحدة بين الشعوب العربية ليست بعيدة تحتاج من يستنهضها، عرفنا أن أي مجموعة متجانسة ومتلاحمة مع قائدها تصنع المعجزات، فهمنا أن المستحيل بوابة التحديات..

عرفنا أن داخل كل إنسان مارد يحقق كل أمنياته إذا وجد الاحتواء والتشجيع والتأطير…

علينا من اليوم أن نبحث عن مكامن القوة في ذواتنا وأن لانستكين للضعف.

سير سير أيها المنتخب وأيها الشعب النصير، لابأس أن نتعلم من المنتخب صناعة فريق متكامل في كل المجالات. إن فيديو البطل بونو وهو ينسحب من مبارة البرتغال يجب أن يدرس في الجامعات ، اعتذر بعد أن أحس ببعض الوهن في جسده وكيف تعاطف معه الركراكي وطبطب على كتفه، ملامحه لم تتغير رغم صعوبة الموقف، لم يزج به في معركته مع البرتغال، ولم يرتبك، بل فكر بسرعة البرق ودخل المقابلة ببديل، هو منير المحمدي، الذي كان في المستوى العالي.

هذا هو القائد الذي نحتاجه في جميع ركائز الدولة، قائد يؤمن بمن معه ؤيتصرف كأب وأخ وصديق وكوتش لمجموعته. كم من الركراكي نحتاج؟وكم من مجموعة شبيهة بالمنتخب نحتاجها للنهوض بأوصال الوطن؟

أسئلة مشروعة فهل من مجيب ومستجيب؟

أختم بلازمة  الركراكي (سير سير) لأنها خير ما نفتتح بها عام جديد ومستقبل واعد بحول الله…

One Response

  1. مقال رصيد وثاقب، أرجو ممن يهم الأمر أن أن يلتقطوا ما يخبئه من الدروس والعبر.. هنيئا لأستاذتنا المغربية بالبحرين الفاضلة على هذا البوح الحارق وشكرا لبريدة سين بريس على إتحاف قراءها بمثل هذه المقالات الجيدة وتشجيع الكتاب الذين يواريهم الضل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار

فيديو