إشراقة عهد جديد، تلك التي أشرت عليها ليلة 06دجنبر 2022 بقطر الشقيق، عناصر المنتخب الوطني المغربي، وهي تكتب بمداد من الفخر الذهبي لتاريخ ملحمتها الجديدة بقطر بعد ملحمتها القديمة لسنة 1986بالمكسيك.
ملحمة رسم خطتها مدرب شاب كفء خريج ملاعب البطولة الوطنية؛ أبدع وهو يرص بنيان دفاع المنتخب المغربي ويملأ وسط الميدان مكتفيا بهجومات مرتدة مباغثة برأس حربة(النصيري) الذي خبر المعتركات الإسبانية. خطة أربكت الإسبان وأفسدت عنهم برامج الإكتساح والتسجيل وأفقدتهم مركز البوصلة. وكلما مر الوقت واستنفدت الوسائل قواها زاد الضغط على المدرب إنريكي الذي بدا منزعجا متوثرا أكثر من العادة قبل اللجوء إلى الأشواط الإضافية وهو أمر أثر في اللاعبين الذين فقدوا الأمل وحبطت معنوياتهم ليدخلوا ركلات الترجيح وهم مهزوزي المعنويات فاقدي التركيز.
ولعل صورة المدرب إنريكي وهو جالس، مقعد، محبط يشاهد مسلسل تضييع ضربات الجزاء من قبل لاعبيه الشباب، لهودليل على فشل خطته وارتباك تام في تكتيك معالجة الوضع أمام منتخبنا المشبع بالعزيمة وروح التحدي التي تغمره لتحقيق الإنتصار والفوز.
٠ إنتصار المنتخب المغربي المتوقع على الغريم الأوروبي، خطوة مسيرة خضراء أخرى مظفرة حققناها وتحققت بفضل مسيرة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي أرست قواعد وسبل النجاح وأسست له البنيات التحتية والتأطيرية وقبل هذا وذاك هيأت له الأجواء النفسية المتميزة.
مسيرتنا بإذن الله ستتواصل لتصل مداها أمام الخصم الجديد الإيبيري(البرتغال)، خصوصا وأن قواعد اللعب قد تغيرت بين عالمين: عالم محتكر ومتفوق وعالم مشارك منشط للدورات ليس إلا، وإنما الكلمة أصبحت لكل فريق هو أكثر جاهزية واندفاعية.
منتخبنا المغربي معتز،مدعوم من قبل قوة جماهير شعبه من داخل المغرب وخارجه يشكل الجمهور الأول في العالم بحسب حكم الفيفا، نجده في قطر كما في المغرب وكأن التظاهرة الكروية العالمية منظمة بالمغرب. ونجده كذلك في مختلف بقاع العالم. موجة مد جماهير حمراء تزين كل الميادين في العالم مسلحة بالأعلام المغربية وقمصان النخبة الوطنية. إنها قمة التمثيلية الدبلوماسية الموازية كما هو متعارف عليها، ودرس كبير وقوي في الهوية الوطنية.
منتخبنا المغربي أمل كل العرب والقارة الإفريقية في الوصول إلى نصف النهاية، هو مثال قدوة المنتخب ذو القوة الهادئة التي تعد العالم الثالث بالمصاف الأولى ولما نيل اللقب.
