عاش المغرب من شماله الى صحرائه، عرساً كروياً كبيراً في كأس العالم الذي تحتضنه دولة قطر، و هو العرس الذي احتفى به المغاربة بعفوية كبيرة، و أظهروا فيه انتمائهم و حبهم لهذا الوطن العريق، إسمه المغرب.
المغاربة كانوا في حاجة للحظة فرح حقيقية، للحظة ترسم على وجوههم الابتسامة التي كانت متعبة من الكوفيد و ارتفاع الأسعار و الأزمة الاقتصادية العالمية التي ارتدت على المواطن، و هي اللحظة التي صنعها الفريق الوطني لكرة القدم بقيادة الناخب الوطني وليد الركراكي الذي استحضر رفقة لاعبيه حجم المسؤولية الملقاة عليه و فهم حاجة المغاربة لأن يسعدوا و يفرحوا و يعزفون النشيد الوطني بحب، فكان بحق هو و جل الفريق الوطني على قدر كبير من المسؤولية الوطنية.
![](https://www.sinpress.ma/wp-content/uploads/2022/12/جماهير3.jpeg)
كرة القدم لم تعد فقط تلك اللعبة التي تحضى بشعبية كبيرة في أوساط الشعوب، بل أصبحت اليوم تقاس من خلالها قوة الدول و الشعوب من خلال ما يتم تحقيقه من نتائج كروية، و أصبحت كذلك تعبير عن حالة سياسية و وطنية قد تعيشها الدول، و هو ما حصل مع المغرب في الانتصارات التي حققها في الدور الأول و تأهله للدور 16، بحيث تقاطر على المغرب رسائل تهنئة من مختلف القادة العرب و السفارات الأجنبية و الاتحاد الأوروبي و أصدقاء المغرب من مسؤولي العديد من المنظمات القارية، و هي كلها تهنئات تعكس حضور المغرب الدولي و الدبلوماسي في المنطقة فظهر الجانب الآخر من الدبلوماسية المغربية الكروية، و عكست قيمة المغرب إقليميا و دوليا و عززت من هذا الحضور الدولي و الإقليمي حتى بات هناك من يقول امام حجم التهنئات التي وصلته من الدول العربية أن ما فشلت فيه القمة الجزائرية نجح فيه المنتخب الوطني، ولم شمل العرب شعبيا و رسميا.
![](https://www.sinpress.ma/wp-content/uploads/2022/12/جماهير-المغرب2.jpg)
الفرحة لم تكن فقط مقتصرة على هذا أو ذاك، بل كانت مناسبة ليظهر للعالم حجم الشعور الوطني الكبير الموجود لدى الساكنة الصحراوية بالأقاليم الجنوبية، من الداخلة و العيون و بوجدور و السمارة… و غيرها من المناطق التي خرجت ساكنتها عن بكرة أبيها، لتحية المنتخب الوطني و لترديد النشيد الوطني و رفعت الاعلام الوطنية، فكانت رسالة وطنية و سياسية بطعم كروي خالص، رسالة للجميع أن هذه الساكنة هي جزء أصيل من هذا الشعب، و أنها منخرطة في التعبير عن فرحها، و سعادتها بتأهل المنتخب الوطني المغربي كتلك الجماهير التي خرجت في الرباط، طنجة، شفشاون، ووجدة…. هي لحظة لم تكن فقط كروية بل كانت وطنية.
![](https://www.sinpress.ma/wp-content/uploads/2022/12/جماهير-المغرب.jpg)
الفرحة بالتأهل كانت لحظة رأينا فيها أبناء هذا الشعب متلاحمين و يشجعون بحب فريقنا الوطني، من العامل البسيط، إلى الأستاذ، إلى حراس الأمن ببلادنا ” عبد اللطيف الحموشي/ياسين المنصوري” إلى الحارس على الدبلوماسية المغربية ” ناصر بوريطة” و اكيد أن هذه الفرحة كانت ممتدة لمختلف المستويات و هي لحظة أظهرت معدناً آخر من معدن هؤلاء الرجال، معدن الفرحة بشكل طفولي و عفوي و في لحظة تعبير عن حب الوطن بشكل صادق، و هي اللحظة التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، و شهدت تفاعلا كبيرا من طرف المغاربة، و إشادة بأصحابها، وأن تأكد أنهم يشبهوننا…. مثلنا يفرحون لفوز المنتخب، ويبتهجون في الملاعب، ويشجعون….!!
الفرحة التي صنعها المنتخب الوطني هي بحجم هذا الوطن، و كيفما كانت نتيجة المقابلة التي ستجمعنا مع اسبانيا، و التي نتمناها أن تكون انتصاراً للفريق الوطني لأن له كل المؤهلات للفوز فإننا سنحتفي بوليد و وليداتو و سننشد معهم ” نشهد الدنيا… أن هنا نحيا…
بشعار.. الله، الوطن، الملك”.
![](https://www.sinpress.ma/wp-content/uploads/2022/11/inbound5422083298505406262.jpg)