أعلنت وزارة التعليم العالي بالمغرب عن تغييرات جديدة ومهمة في نظام الدكتوراه، حيث سيتم تطبيقها ابتداءً من 1 سبتمبر 2023. وتهدف هذه التغييرات إلى رفع مستوى جودة البحث العلمي وتعزيز المهارات والتكوينات لدى الطلاب المسجلين في برنامج الدكتوراه.
وتشمل أبرز هذه التغييرات الحصول على 180 رصيدًا أو نقطة قبل مناقشة أطروحة الدكتوراه. وتوزع هذه النقاط كما يلي: 150 نقطة لإنجاز البحث الخاص بالدكتوراه، و10 نقاط للتكوين العلمي الإجباري خلال السنتين الأولى والثانية، و10 نقاط لتكوينات إلزامية تثبت إجادة اللغة الفرنسية أو الإنجليزية أو لغة أخرى بالإضافة إلى اكتساب مهارات رقمية، وأخيرًا 10 نقاط للتدريب الميداني الذي يتطلب الحصول على شهادة تثبت اتقان لغة أجنبية وشهادة تثبت إتمام التدريب.
وتأتي هذه التغييرات لرفع مستوى جودة البحوث العلمية وتوسيع مجالات التخصص والتكوين لدى الطلاب. وبهذا التعديل الجديد، لن يكون بإمكان الطلاب مناقشة أطروحاتهم والحصول على شهادات الدكتوراه إلا بعد استكمال 180 نقطة، وهو ما يمثل تحديًا إضافيًا للطلاب المسجلين سابقًا والذين سيتم تسجيلهم هذا العام.
ويهدف هذا النظام الجديد إلى تشجيع الطلاب على تعميق معرفتهم وتطوير مهاراتهم بشكل شامل وشمولي، حيث يتطلب الحصول على النقاط المطلوبة تنفيذ بحث متميز وإكمال التكوين العلمي واكتساب المهارات اللغوية والرقمية، بالإضافة إلى التدريب الميداني العملي.
تلقت هذه التغييرات استحسانًا واسعًا في أوساط المجتمع الأكاديمي بالمغرب، حيث يرى العديد من الأكاديميين أنها ستساهم في تعزيز جودة البحث العلمي وتأهيل الطلاب بشكل أفضل للحصول على درجة الدكتوراه. ومن المتوقع أن يعمل الطلاب الجدد المسجلين في برامج الدكتوراه على تنفيذ هذه المتطلبات الجديدة والالتزام بالنقاط المطلوبة من أجل تحقيق أهدافهم الأكاديمية والمهنية.
بهذه الخطوة، ينضم المغرب إلى قائمة الدول التي تضع متطلبات صارمة للحصول على درجة الدكتوراه، مما يعزز مكانتها كمرجعية في مجال البحث العلمي والتعليم العالي.
وبينما يثير هذا القرار الجديد جدلاً واسعًا في أوساط الطلاب والأكاديميين، فإن الوزارة تؤكد على أنها تعمل على تطوير المنظومة التعليمية وتحسين جودة التعليم العالي في البلاد، وتعزيز توافق البرامج الأكاديمية مع المعايير العالمية للبحث العلمي والابتكار.
