تحدث ولید اسماعیل سعد الباحث في تدبیر المدینة والمجال ومحافظ المدرسة العبدلاویة ومركز التعریف بالتراث في المدینۃ العتیقة للدار البیضاء، والمنطقة الأركیولوجية سیدي عبد الرحمان، عن المدرسة العبدلاویة، التي قال انها أول مدرسۃ خاصة شیدها السلطان سیدي محمد بن یوسف سنة 1941، ابان الحماية الفرنسیة، حیث كانت المدینة حینها تحتضن نوعین من المدارس الأول هو المدرسة الفرنسیة، والثاني مدرسة أبناء الأعیان والقیاد، وهو ماطرح مشكلا لدی الحركة الوطنیة ولاحظه السلطان سیدي محمد بن یوسف، الذي قرر تأسیسها لیبرز أھمیتها في تنویر أبناء الحركۃ الوطنیة.
بعد ذلك، تحولت المدرسة العبدلاوية لمقر لاقامة الطلبة بدایة سنة 2000، لتحضی بعدها بالرعایة المولویة السامیة خلال اعادۃ تهیٸة المدینة العتیقة للدار البیضاء، وتتحول لمركز للتعریف بالتراث وتثمینه لموقعه الاستراتیجي، للقیام بالدور المنوط به شأنه شأن المتاحف العالمیة علی سبیل المثال متحف”كوكنهایم”في بلباو الاسبانیة، وهو ما جعل المركز یحظی باهتمام كبیر لجمیع الفٸات انطلاقا من العامة وصولا للنخب الأدبیة والثقافية.
بخصوص الوضع الاداري، أوضح محافظه أنه یخضع للمدیریة الجهویة للثقافة في جهة الدار البیضاء سطات، ویشتغل بوصفه متحفا یحتضن زخارف ومنحوتات وبقایا حفریات ضاربة في الزمن، تبرز التاریخ القدیم والأصیل وتحفیظه وتثمینه وتقییمه عبر التواصل مع مختلف فٸات المجتمع والمؤسسات، بالموازاۃ مع الاشتغال بمقاربة الساكنة والمجال معا لتحسیسهم بالفخر والاعتزاز برصیدهم، كونهم یعیشون بین أحضان تاریخ وتراث ثمین وجب استثماره لمستقبل الأجیال، وهو رصید یمنح نفسا مواطناتیا مجیدا ورفیعا، یجعلهم یترافعون بشكل داٸم لتقییمه ورفعته داخل المغرب وخارجه، كما یعمل أيضا علی التنشیط الثقافي الهادف بمحتوی جوهري بجودۃ تسموا بالذوق الراق، وتجمع بین التاریخ المغربي المجید وأصالة الحاضر المتجدد والمستمر في الآفاق.
فیما یخص الموارد المالیة لمركز التعریف بالتراث، أوضح المحافظ أنها محدودۃ، لكن الموارد البشریة تشتغل بالرصید المعرفي والواجب المحتم علیها لخدمة التراث والثقافة في الجهة، وتوصیل الرسالة الأخلاقیة للخدمة العمومیة بحرص كبیر علی استحضار تكافؤ الفرص وتمكین جمیع الفٸات من الوصول والاستفادۃ من معلومات محتواه.
في سیاق متصل، أوضح محافظ المركز أنه لا مانع من احتضان الأنشطه داخله من طرف مستشهرین أو محتضنین، بشرط تكافؤ الفرص واحترام المحتوی الثقافي القاٸم علی الجودۃ والخدمة العمومیة من دون تمییز في اطار ثوابت الأمة، والهویة المغربیة العربیة الأمازیغیة الیهودیة الأندلسیة الأفریقیة، باعتزاز وحبور.
