تم على مستوى إقليم بولمان، بين سنتي 2021 و2024، تمويل ومواكبة 36 تعاونية بنحو 8 ملايين و 70 ألف درهم، في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
واستفاد من هذه المشاريع، التي تم تنفيذها ضمن محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وساهمت فيها المبادرة بنحو 4 ملايين و868 ألف درهم، ما مجموعه 473 مستفيدا ضمنهم 371 من النساء والشباب، يتوزعون على 15 جماعة ترابية بإقليم بولمان.
وأفادت معطيات قدمها رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم بولمان، محسن سرغيني، خلال لقاء تواصلي نظمته الجمعة بميسور اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية والجمعية الإقليمية لإنعاش مبادرات الشباب، احتفاء باليوم الدولي للتعاونيات تحت شعار “التعاونيات: تعزيز حلول شاملة ومستدامة من أجل عالم أفضل”، بأن التعاونيات التي تم تمويلها ومواكبتها تنشط في سلاسل القيمة الواعدة بالإقليم، ومنها تربية النحل والأعشاب الطبية والعطرية والسياحة القروية التضامنية.
كما يتعلق الأمر بالصناعة التقليدية والخدمات الفلاحية والخدمات، في إطار مقاربة ترابية تهدف إلى تنشيط النسيج الإنتاجي وخلق فرص الشغل المحلية وتحفيز التشغيل الذاتي.
وفي إطار هذا المحور، تم خلال سنة 2021 استقبال ما مجموعه 44 مقترحا في إطار مسابقة أفكار مشاريع مبتكرة، أسفرت عن انتقاء 28 مشروعا تتوزع على تربية النحل (20 مشروعا) والأعشاب الطبية والعطرية (4 مشاريع) والسياحة القروية (4 مشاريع).
وخلال سنة 2022، تم في إطار المحور ذاته استقبال 46 مقترح مشروع في إطار مسابقات لاختيار أفكار مشاريع مبتكرة
وبلغ عدد المشاركين في المعسكرات التدريبية المصاحبة 28 مستفيدا سنة 2022، و30 مستفيدا سنة 2023.
وفي كلمة بالمناسبة، أشاد عامل إقليم بولمان، علال الباز، بالدينامية التي يشهدها القطاع التعاوني محليا، وبانخراط مختلف الشركاء في دعم هذا الورش التنموي، مؤكدا أهمية تعزيز الجهود الجماعية لمواكبة التعاونيات وتأهيلها لتكون فاعلاً اقتصاديا قادرا على الاستجابة لتحديات السوق وتحقيق الاستدامة.
وأكد البارز على أهمية مواكبة التعاونيات فيما يتعلق بالحصول على رخص السلامة الصحية للمنتجات، وتأهيل آليات التغليف والتسويق والترويج، بما يعزز قدرتها على ولوج الأسواق الجهوية والوطنية والدولية، ويسهم في الرفع من تنافسية المنتوج المحلي وتوسيع قنوات التوزيع.
وأشارت باقي المداخلات إلى أهمية دمج الأنشطة التعاونية ضمن العرض السياحي المحلي، من خلال إحداث فضاءات عرض وبيع داخل المآوي والمواقع السياحية، وربط المنتجات التعاونية بالموروث الثقافي والطبيعي للإقليم، بما يعزز جاذبيتها لدى الزوار، ويفتح آفاقا واعدة للتسويق والإشعاع الترابي.
وتضمن برنامج هذا اللقاء زيارة معرض للتعاونيات احتضنه المركز متعدد التخصصات بميسور، تم خلالها الاطلاع على نماذج متنوعة من المنتجات المحلية والتعريف بمؤهلات التعاونيات في مختلف سلاسل الإنتاج.
وشكلت هذه الزيارة مناسبة للزوار والمشاركين لاكتشاف التنوع والجودة التي يزخر بها النسيج التعاوني بإقليم بولمان.
كما تم القيام بزيارة ميدانية إلى مركب الصناعة التقليدية بمدينة بولمان، تم خلالها الاطلاع على نماذج من منتجات التعاونيات، والتفاعل المباشر مع الفاعلين المحليين، في خطوة تروم تفعيل التوصيات ميدانيا، وتعزيز مكانة هذا الفضاء كمحور للتكوين والتسويق والدعم المهني.
وتم التأكيد بالمناسبة، على ضرورة خلق دينامية دائمة داخل فضاء المركب، وتفعيله ليصبح وجهة لاستقطاب السياح الداخليين والخارجيين، عبر برمجة معارض دورية وتنشيط ثقافي وتجاري مستمر، بما يعزز حضور المنتوج المحلي في الساحة الاقتصادية والسياحية، ويساهم في إشعاع التعاونيات كفاعل تنموي محوري بالإقليم.