انعقدت، اليوم الثلاثاء بطنجة، ندوة علمية بمناسبة اليوم العالمي للإحصاء، الذي يُحتفى به هذه السنة تحت شعار “تحفيز التغيير بفضل إحصائيات ومعطيات عالية الجودة للجميع”.
وقد شكل هذا الحدث، الذي نظمته المديرية الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، بشراكة مع ولاية الجهة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات، فضاءً للتبادل والنقاش حول المنشورات والمناهج والمقاربات الإحصائية المعتمدة من قبل مختلف الفاعلين على المستوى الجهوي، بهدف تعميمها وتقريبها من العموم.
في كلمة بالمناسبة، أكد المدير العام للإحصاء والمحاسبة الوطنية بالمندوبية السامية للتخطيط، جمال عزيزي، أن الاحتفاء بهذا اليوم يشكل فرصة سانحة للتحسيس بالأهمية الإستراتيجية للإحصاء الرسمي، باعتباره رافعة للتنمية المستدامة، والحكامة الجيدة، واتخاذ القرار المبني على بيانات موثوقة ودقيقة.
وأوضح عزيزي أن المعطيات الإحصائية المنتجة على المستوى الجهوي لا تقتصر على كونها أداة للقياس فقط، بل تمثل أداة استراتيجية أساسية لفهم الديناميات المحلية، وتوجيه السياسات العمومية بشكل فعال، والاستجابة لانتظارات المواطنين، مبرزا أن المعطيات الموثوقة تُنير الطريق لعملية اتخاذ القرار في مجالات حيوية مثل التشغيل، والاستثمار، والخدمات الاجتماعية، والبنية التحتية، وإعداد التراب.
واعتبر أن تحقيق أهداف الإنتاج الإحصائي على المستوى الترابي لن يتم إلا من خلال تعاون وثيق ومعزز بين مختلف المتدخلين، بهدف بناء نظام إحصائي فعال وشامل ومتاح للجميع، مشدداً على ضرورة استثمار التطورات التكنولوجية الحديثة من أجل تعزيز قدرات الإنتاج الإحصائي.
من جهته، أشار المدير الجهوي للتخطيط، محمد عدي، إلى أن الاحتفال بهذا اليوم يتيح للمندوبية، ولكافة منتجي البيانات المؤسساتيين، إبراز دور الإحصاء في دعم اتخاذ القرار العمومي على المستويين المحلي والجهوي، وتثمين عمل الإحصائيين بالجهة، وتسليط الضوء على التقدم المحرز في مجال إنتاج وتحليل ونشر المعلومة الإحصائية الترابية.
وأضاف أن هذا اللقاء يشكل كذلك مناسبة لتعزيز الشراكات مع الفاعلين المؤسساتيين والأكاديميين والاقتصاديين ومكونات المجتمع المدني على المستوى الجهوي، فضلاً عن تشجيع الحوار بين منتجي البيانات ومستخدميها، خصوصاً المقاولات والباحثين والإدارات، مشيراً إلى أن الحدث يُتيح أيضاً مناقشة التحديات التي تواجه النظام الإحصائي الجهوي، لاسيما في ما يتعلق بتبادل البيانات.
أما الكاتب العام للشؤون الجهوية بولاية الجهة، الطاهر الحنين، فقد أبرز أهمية البيانات الإحصائية في عملية اتخاذ القرار العمومي، مؤكدا على الدور المحوري الذي تضطلع به اللجنة الجهوية للتنسيق الإحصائي (CoRéCoS) في إنتاج معطيات موثوقة تمكّن الفاعلين العموميين من إعداد برامج تتلاءم مع حاجيات الساكنة.
من جانبه، أوضح منسق البرامج بصندوق الأمم المتحدة للسكان، مهدي حلمي، أن البيانات الإحصائية لا تقتصر على القياس والتقييم، بل تُعد أداة أساسية لتنفيذ السياسات والبرامج العمومية بفعالية، مشدداً على أهمية تسهيل الولوج إلى هذه البيانات، وتعزيز التعاون بين منتجي المعلومات الإحصائية، وتطوير أنظمة مندمجة لتدبير المعلومات.
وقد تميز هذا اللقاء بتوقيع أربع اتفاقيات شراكة بين المديرية الجهوية للتخطيط من جهة، وكل من المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان، والوكالة الحضرية لتطوان، وجمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب (فرع جهة طنجة-تطوان-الحسيمة)، والمجموعة الصحية الترابية بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة من جهة أخرى.
وتهدف هذه الاتفاقيات إلى إرساء آليات للتعاون في مختلف مجالات الاهتمام المشترك، خاصة في ما يتعلق بتبادل وتحليل ونشر المعطيات الإحصائية والمعلومات الترابية، فضلاً عن إحداث فضاء للتبادل والحوار حول الحاجيات من الدراسات والبيانات الجهوية، وتقاسم الممارسات الفضلى في هذا المجال، وإنجاز دراسات وبحوث تخص الجهة.
وقد اختتم هذا الحدث بعقد جلستين نقاش حول “نحو نظام إحصائي جهوي منسجم، مفتوح وذي جودة” و”الإحصاءات الترابية في خدمة التخطيط الاستراتيجي المحلي”، واللتين شكلتا منصة للحوار حول قضايا التنسيق بين المؤسسات وتحديث النظام الإحصائي الجهوي في ظل عصر البيانات الضخمة، والتقنيات الرقمية، وتزايد انتظارات المستخدمين.
