من خلال تتبعي لاحتجاجات الشباب منذ السبت الماضي ومشاهدتي لتصريحات البعض منهم يتبين أن أغلب المحتجين من عائلات ميسورة أو متوسطة، أي درست في التعليم الخصوصي وإذا مرضت تذهب إلى المصحات الخاصة.
لكن ما دفعهم للاحتجاج هو اطلاعهم الجيد على واقع البلاد ومعرفتهم بتردي الخدمات الصحية في المستشفيات العمومية وكذا تخلف المدرسة العمومية رغم الامكانيات الكبيرة المرصودة لهذين القطاعين منذ عقود.
فما الذي دفع هؤلاء إلى الخروج للاحتجاج وتعريض أنفسهم للاعتقال؟ ما دفعهم لهذا هو غيرتهم على مستقبل بلدهم.. فهم مغاربة وطنيون حتى النخاع.. يطمحون أن تكون الخدمات العمومية في المستوى، تحترم وتصون كرامة جميع المغاربة. علما أن أغلبهم باستطاعتهم مغادرة البلاد للدراسة بأوربا وأمريكا والعيش هناك.
وإذا رجعنا عقودا إلى الوراء، وبالضبط أواخر خمسينيات القرن العشرين، (1958) كانت مطالب شباب Z هي نفسها مطالب رموز الحركة الوطنية (عبد الله ابراهيم، المهدي بنبركة، عبد الرحيم بوعبيد، عبد الرحمان اليوسفي، علال الفاسي، بنسعيد آيت إيدر وغيرهم كثير…).
أتمنى أن يتخذ عقلاء هذا البلد القرارات المناسبة لوقف احتجاجات أبنائنا وتلبية مطالبهم المشروعة أو عبى الأقل منحهم الثقة بالعمل على تحقيقها، طبعا دون تخوينهم أو التشكيك في وطنيتهم ..
وحفظ الله المغرب والمغاربة.
خالد مظفر.
