دعت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، أمس الثلاثاء بجنيف، الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص إلى التحرك العاجل من أجل الحد من مخاطر الكوارث وحماية المجتمعات المعرضة للخطر، مؤكدة أن “كل تأخير في الاستجابة يؤدي إلى تكلفة بشرية واقتصادية مدمرة”.
وأبرزت المسؤولة الأممية، في كلمة خلال افتتاح الدورة الثامنة للمنتدى العالمي للحد من مخاطر الكوارث (GP2025)، المنظمة في الفترة من 2 إلى 6 يونيو الجاري بجنيف، بمشاركة المغرب، أن “الكوارث لم تعد تزداد من حيث الحجم والتكلفة فحسب، بل باتت تضرب بوتيرة متزايدة من حيث الحدة وصعوبة التنبؤ، دون أن تستثني أي بلد أو منطقة”.
ويهدف هذا المنتدى، المنظم تحت شعار “لكل يوم أهميته، فلنعمل الآن من أجل تعزيز الصمود” بمشاركة حوالي 4000 من ممثلي الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية، إلى تسريع تنفيذ إطار عمل “سنداي” 2015-2030، الرامي إلى تقليص مخاطر الكوارث وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود.
ويأتي هذا الحدث بعد أيام قليلة من انهيار نهر بيرش الجليدي في قرية بلاتن السويسرية. وبفضل أنظمة الإنذار المبكر والإجراءات الاستباقية، تم إجلاء السكان في الوقت المناسب، رغم استمرار فقدان شخص واحد.
وفي هذا السياق، شددت أمينة محمد على أن “الانهيار كان من الممكن أن يتسبب في خسائر بشرية كبيرة، لكن بفضل أنظمة الإنذار المبكر، تم إنقاذ السكان ومواردهم في الوقت المناسب”.
كما أشارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة إلى التقدم المحرز خلال العقد الأخير، من حيث تقليص الوفيات المرتبطة بالكوارث، وتوسيع نطاق تغطية الإنذار المبكر، واعتماد استراتيجيات وطنية لتدبير المخاطر في معظم البلدان.
غير أنها نبهت إلى أن الكوارث لا تزال تقوض مكتسبات التنمية التي تم تحقيقها بصعوبة، مشددة على أن تقليص المخاطر يشكل أساسا ضروريا لبلوغ أهداف التنمية المستدامة.
من جانبه، تطرق وزير الخارجية السويسري، إينياتسيو كاسيس، الذي شارك في ترؤس الجلسة الافتتاحية لهذا الحدث، المنظم بشراكة بين مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث والحكومة السويسرية، إلى كارثة بلاتن قائلا: “الجبل بدا ثابتا وأبديا، لكنه لم يكن كذلك. في ذلك اليوم، شاهدنا هشاشتنا أمامه. وهذا الوعي هو ما نتقاسمه في هذا الفضاء، لأن الخطر اليوم أصبح كونيا”.
وسجل رئيس الدبلوماسية السويسرية، أنه رغم التقدم الفعلي، “لا نزال بعيدين عن تحقيق الأهداف السبعة المحددة في إطار سنداي، سواء تعلق الأمر بتقليص الخسائر البشرية، أو الحد من الأضرار الاقتصادية، أو ضمان الولوج الشامل لأنظمة الإنذار المبكر”، مؤكدا أن “مواجهة المخاطر العالمية تقتضي استجابة عالمية ومنسقة”.
وجرى الافتتاح الرسمي للمنتدى بحضور السفير، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، عمر زنيبر، والعامل، مدير تدبير المخاطر الطبيعية بوزارة الداخلية، عبد الله ناصف، الذي يترأس وفدا متعدد الفاعلين يمثل مختلف القطاعات والمؤسسات المعنية بالموضوع.
وتعكس مشاركة المغرب في هذا المنتدى الأهمية الكبرى التي توليها المملكة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتعزيز جهود الصمود وتدبير مخاطر الكوارث، وتؤكد الالتزام المتواصل للمملكة لفائدة التعاون الدولي، وتبادل وتقاسم التجارب في هذا المجال.
ويتضمن برنامج الدورة سلسلة من الجلسات والأنشطة، من بينها حوارات رفيعة المستوى وموائد مستديرة وزارية، إلى جانب فعاليات تحضيرية تم تنظيمها يومي الإثنين والثلاثاء.