التقى أول أمس السبت برواق دار النشر ” مفترق الطرق” كل من نجاة بنقاسم، وزيرة التعليم الفرنسية السابقة المتحدرة من قرية بني شيكر بالناضور وأحمد شيتاشني، الباحث في الانثربولوجيا الحصرية، ابن درب السلطان، بالدارالبيضاء، لتوقيع كتابيهما الصادر عن الدار، وكانت مناسبة تبادلا فيها الكاتبان اطراف الحديث حول الكتابة والقضايا الراهنة، وتبادلا الإهداء، وقد أبدت نجاة بلقاسم اهتمامها بكتاب أحمد شيتاشني ” الدارالبيضاء 1907_1956″ لما تمثله مدينة الدارالبيضاء بتاريخها ورصيدها لدى كل المغاربة.
ونشرت دار النشر ” مفترق الطرق” كتاب “الحياة لها خيال أوسع منك” باللغة الفرنسية، وهو سيرة ذاتية لنجاة بنقاسم ، التي عادت الى منزل طفولتها بقرية بني شيكر في الناظور.
وتروي بنقاسم في سيرتها الذاتية عن زيارتها للقرية التي ولدت فيها، وتتحدث منزل الطفولة “وجدت منزلنا شبه مدمر، لكن جدرانه الطينية المتشققة، وبعض بقايا النوافذ وبابنا الأزرق الباهت لازالوا يصارعون من أجل البقاء.
جلست وسط ساحة بيتنا، فإذا بي أتفاجأ بشجرة الليمون التي لا زالت تحارب الشيخوخة، وتواصل بعناد المقاومة بإعطاء ثمارها، ثمرة واحدة فقط وكأنها تتحدى الزمن…
جعلتني شجرة الليمون هذه أفكر. ما الذي، مثلها، استمر في النمو بداخلي والذي جعلني أعود لهذه الأرض التي شهدت ولادتي؟ خاصة عندما يستقر المرء في بلد آخر، طوعًا أو كرهًا، لأنه يندمج…ومع ذلك، استمرت الطفلة المغربية التي كنتها في النمو بداخلي، تلك الطفلة بكلماتها الخجولة المبعثرة، باللغة الأمازيغية، وبحبها لموسيقى الريف، بحساسيتها المفرطة اتجاه عدم المساواة في العالم والتغير المناخي الذي يتسبب في جفاف المحاصيل”.
ومن كتاب سيرة عن عودة الكاتبة الى قريتها للبحث عن نشأتها، إلى كتاب سيرة مدينة الدارالبيضاء بين 1907 و1956، وعن نشأة المدينة في سياق تاريخي كولونيالي.
حيث يتحدث الباحث في أنثربولوجية الحضرية، أحمد شيتاشني، في كتابة العلمي الرصين عن ” الفورة والتضخم العمراني” الذي شهدته مدينة الدارالبيضاء في حقبة زمنية مهمة، من حيث التشكيل والتكوين، وعن الغايات منها.
وسبق للكاتب محمد العروسي، قد أدلى بتصريح إعلامي، لـ “سين بريس” حول كتاب ” الدارالبيضاء 1997_1956″ وصفه بالكتاب المهم، وبأنه أنجز بطريقة علمية جيدة وهو ذو مستوى عال، وكشف على أنه يتضمن معطيات هامة وتحدث عن عدد من القضايا التي تخص ليس فقط الدارالبيضاء بل المغرب وفق نظرة جديدة.
وأوضح العروسي على أن كتاب شيتاشني يساعد على فهم كيف أعطى المستعمر الفرنسي توجه معين للعمران في مدينة الدارالبيضاء، وهو الفهم الذي سيمكننا من معرفة أسباب نتائج المشاكل والازمات التي تعيشها المدينة، والتي يناقشها البيضاويات والبيضاويين في كل مناسبة يتلقون فيها.
كما وصف الكاتب حبيب مزيني، كتاب أحمد شيتاشني بالكتاب الشيق، وذلك لما تضمنه من وفرة في الأخبار والمعلومات والاحصاءات، عن مدينة الدارالبيضاء وعمرانها في مرحلة الحماية، كما يكشف كتاب احمد شيتاشني يضيف مزيني بعض من جوانب اللوبيات الفرنسية وتدخلاتها ومكافحتها لقرارات للاقامة الفرنسية آنذاك.
وقال مزيني، ايضا، عن كتاب أحمد شيتاشني “الدارالبيضاء 1997_1956″، انه عرض بروز أحياء جديدة في المدينة وهي الاحياء التي أصبحت معروفة ومشهورة الان في المغرب، من قبيل ” روشرنوار” و”بورنازيل”.