أضف النص الخاص بالعنوان هنا

معرض تشكيلي جماعي بعنوان “مسارات الحبر والخشب… لقاء العناصر

معرض تشكيلي جماعي بعنوان “مسارات الحبر والخشب… لقاء العناصر

يستكشف المعرض التشكيلي الجماعي “مسارات الحبر والخشب.. لقاء العناصر”، الذي افتتح أمس الخميس برواق مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالرباط، العلاقة بين الإنسان والطبيعة والفن، من خلال إبداعات الفنانين علال عسال وعبد الحق الدهمي.

ويقدم هذا المعرض، المنظم إلى غاية 3 أبريل المقبل، عالمين فنيين متميزين ومتكاملين، من خلال رسومات دقيقة بالحبر الصيني من إعداد الفنان المصمم عسال علال، من جهة، ومنحوتات مصممة بعناية من الخشب الطافي (الخشب الذي تم جمعه بعد أن ألقاه البحر) للنحات عبد الحق الدهمي، من جهة أخرى.

وتدعو رسومات عسال علال البسيطة، التي تسبر أغوار عالم تتحول فيه الإيماءة إلى شعر والخط إلى عاطفة، إلى رحلة استكشاف وتفسير للتجريدات الرسومية للفنان لتجاوز الواقع وإثارة عمل من التأمل الحر والمحرر في كل شخص، باستخدام الحبر الأسود، وهي أداة متقلبة تتطلب الكثير من الدقة والانتباه.

وقال الفنان المصمم، في تصريح إعلامي، إن أعماله أعدت بشكل عفوي، من خلال تصاميم غير مطورة، يتم نقلها في ما بعد على ورق الرسم وإعادة صياغتها بالحبر الأسود لإنتاج أشكال هندسية منمقة ومزينة، موضحا أن هذه الأخيرة يتم تقديمها بدون عناوين للسماح للمشاهد بإطلاق العنان لخياله لتفسير الرسائل.

من جانبه، يقوم عبد الحق الدهمي، الشغوف بالبحر وكنوزه، بتحويل الأخشاب الطافية، وهي مادة تشكلها التيارات والزمن، إلى منحوتات مليئة بالحياة والعاطفة، مستوحاة من أشكالها العضوية وطاقتها الطبيعية، محتفيا بذلك بجمال عدم الكمال وشعرية الأشياء البسيطة.

وأوضح، في تصريح مماثل، أن “عملية جمع الأخشاب الطافية، التي أقوم بها في المضيق (تطوان)، صعبة نوعا ما”، مشيرا إلى أنه يقطع كيلومترات حاملا حقيبته على الظهر لجمعها، ثم ينظفها ويزيل عنها الغبار، قبل أن ينتقل إلى مرحلة الإبداع، حيث يحولها على الخصوص إلى منحوتات موضوعها الحيوان.

بعد حصوله على الدكتوراه في علوم اللغة والاتصال من جامعة روان، وبعد مسيرة مهنية كمدرس ومكون في فرنسا والمغرب، قرر علال عسال أن يتفرغ بالكامل للإبداع التصويري، وخاصة الرسم، وهو شغف لم يفارقه أبدا. ويعود تاريخ أعماله الأولى المحفوظة إلى تسعينيات القرن العشرين.

فقد اختار هذا الفنان العصامي المجتهد، المزداد بمدينة الرباط، دائما طريق المبدع المنعزل، حيث كان يجرب ويستكشف المسارات والتقنيات قبل أن يكرس نفسه بشكل حصري تقريبا للرسم بالحبر الأسود.

ومن جهته، أظهر النحات المعاصر عبد الحق الدهمي، من مواليد تروال (قرية في منطقة وزان)، منذ صغر سنه اهتماما واضحا بالفن والنحت، المستوحى في كثير من الأحيان من الأشكال العضوية للطبيعة. وتتكون أعماله الأولى من تجميعات من الأصداف والحصى وقطع من الخشب. وقد بدأت مغامرته مع الخشب بإبداع أعمال فنية وظيفية وزخرفية، قبل أن تتطور نحو التعبير التشكيلي البحت.

وإلى جانب عمله الفني، ينخرط الدهمي في نهج بيئي مستدام. فمن خلال إعادة تدوير الأخشاب الطافية، يعمل على تثمين مادة يُنظر إليها غالبا على أنها عديمة الفائدة، وتحويل هذه “النفايات” الطبيعية إلى أعمال ذات معنى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار

أحدث المقالات

فيديو