تحتضن مدينة المحمدية أكبر تظاهرة رياضية في كرة القدم للفئات الصغرى( البراعم، الكتاكيت، الصغار، الفتيان)، أيام 21،20 و22 أكتوبر 2024، حيث ستستضيف ملاعب مدينة الزهور، نهائيات النسخة الثانية للبطولة الوطنية الخاصة لهذه الفئات، والتي يشرف على تنظيمها الاتحاد العام للجمعيات الرياضية لكرة القدم بالمغرب برآسة الأستاذ والإطار الوطني الرعد بوشعيب.
وستعرف هذه التظاهرة الرياضية، المنظمة تحت شعار ّ الرياضة الوطنية عماد الوحدة الترابية”، بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال، مشاركة حوالي 400 لاعبا وعشرات من الأطر المرافقة لها،ينتمون إلى 28 فريقا موزعين على تسع جهات من أصل 12 جهة.
وفي برنامج هذه التظاهرة، سينظم يوم الأحد 20 أكتوبر الجاري، حفل استقبال الفرق المشاركة أمام مقر عمالة المحمدية، فيما سيخصص اليوم الموالي، الإثنين لإجراء المقابلات حسب الفئات، أما اليوم الثالث، الثلاثاء، فسيكون الجميع على موعد مع إجراء المقابلات النهائية، وتوزيع الجوائز على الفرق المتوجة، وتكريم بعض الفعاليات الرياضية بالمحمدية، ويتعلق الأمربالمرحوم الحاج عبد القادرالخميري، لاعب ومدرب كرة قدم مغربي سابق، يعتبر صاحب أول هدف في تاريخ نادي الوداد، وذلك بملعب فيليب يوم 15 أكتوبر 1939.التحق الخميري بالوداد موسم 39/40 (الذي يعد أول موسم للنادي بالبطولة الوطنية والتي لعبت على شكل كأس أطلق عليه اسم كأس الحرب نسبة للحرب العالمية الثانية)، وكتب اسمه بأحرف من ذهب بعد تسجيله لأول هاتريك في تاريخ النادي وذلك يوم 10 دجنبر 1939 حين فاز الوداد على الراسينغ بأربع إصابات لثلاثة.
لعب الخميري خمسة مواسم رفقة الوداد وذلك إلى غاية يناير 1944 ليلج عالم الاحتراف من بوابة فريق سطاد الفرنسي بعد إلحاح من المدرب الأرجنتيني الكبير هيلينو هيريرا (الذي كانت تجمعه علاقة وطيدة بالمرحوم الحاج محمد بنجلون). هناك، لعب المرحوم بجوار العربي بن مبارك وتألق بشكل لافت جعله ينتقل فيما بعد لكل من تولوز وبوردو.
وبعد ولوجه عالم التدريب عاد إلى المغرب كإطار ومدرب بالعديد من الفرق الوطنية منها من حقق معها الصعود للقسم الأول قبل أن ينتقل لتدريب شباب المحمدية، والذي حقق معه كأس العرش موسم 71/72، وكأس المغرب العربي سنة 1973 وكأس العرش 74/75 وكأس الصحراء وكأس الشباب سنة 1976 والبطولة الوطنية موسم 79/80.
يعد الخميري من خيرة المدربين المغاربة وأكثرهم تتويجا حيث فاز بلقبين لكأس العرش وثلاث بطولات وطنية وكأس الصحراء وكأس المغرب العربي بالإضافة إلى كأس الشباب.
كما سيتم تكريم الراحل محمد الدلاحي؛ المعروف بـ”كلاوة”، اللاعب الكبير الذي قدّم الكثير للكرة بمدينة المحمدية، ليصير واحدا من أبرز الأسماء التي أنجبتهم “مدينة فضالة” في هذا المجال.
بدأ مشواره في فريق “شباب المحمدية”، إذ قضى فترة طويلة في صفوف النادي الأول بالمدينة، وكان يشكل قلب دفاعه.
كان الدلاحي أو “كلاوة”، كما يحب أبناء “مدينة الزهور” المناداة عليه، أول لاعب من المحمدية يرتدي القميص الوطني، ويحلق عاليا في صفوف المنتخب المغربي في ستينيات القرن الماضي؛ لكن حنينه وشغفه بتطوير الكرة على مستوى المدينة ظل يربطه بها ويجذبه صوبها.
خلال تلك الفترة، لعب الراحل في صفوف الفريق حتى حدود سنة 1971، إذ أسهم في صعود الشباب إلى القسم الأول وشكل أحد أعمدته الرئيسية.
لكن اللاعب الدلاحي سيغادر فريقه الأم بعد ذلك، ليخوض تجربة جديدة تتمثل في التدريب، بعد اجتيازه فترة تكوين بفرنسا إلى جانب كل من الفرنسي كلود لورروا، والفرنسي جون ميشال لاركي الخبير الإعلامي في المجال الرياضي، ليصير مدربا لفريق “اتحاد المحمدية” غريم فريق الشباب.
مسار الرجل لم يقف عند هذا الحد؛ فابن مدينة “فضالة”، الذي كان يأخذ مسؤولية النهوض بالفريق على عاتقه، دفعته إلى تحمل إدارته، إذ شغل منصب رئيس للنادي، ليضاعف مهامه من أجل إيصال فريقه إلى المكان الذي يجب أن يكون عليه. وكان الراحل “من المدافعين الكبار الذين مروا في المغرب وليس بالمحمدية”، بكونه “صانع مجد اتحاد المحمدية ومجد الكرة بالمدينة، إذ أسهم في إيصال الفريق إلى القمة”.
ومن المكرمين أيضا، الراحل أيت أوبا عبد القادر، مربي الأجيال وصانع الأبطال وأحد قيدومي كرة القدم بمدينة المحمدية، فقد لعب منذ الصغر لفريق فضالة سبور الذي كان معظم لاعبيه إسبانيين، كان يبلغ حينها ثلاث عشرة سنة، لعب لشبان اتحاد المحمدية، قبل أن يتوقف عن الممارسة لأسباب صحية، ويلتحق بعالم التدريب وهو في سن التاسعة عشرة. أحرز بطولة المغرب للفتيان سنة 1974 مع شباب المحمدية، كان يوفر للمرحوم الحاج عبد القادر لخميري قائد سفينة الشباب حينها الموارد البشرية الكافية التي حققت إنجازات هامة جدا.. ويكفي الرجل فخرا أنه كان وراء تكوين عدة نجوم في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، في مقدمتهم أحمد فرس وحسن اعسيلة والطاهر الرعد وادريس حدادي وعبد اللطيف حدادي وولد عائشة ومصطفى الزياتي وغيرهم من اللاعبين الذين صنعوا يوما مجد المدينة.. كما درب في أواخر التسعينيات أسماء أخرى لازالت تقدم عطاء الإبداع في مياديننا الرياضية، وأخرى حملت مشعل الرياضة بالمحمدية مثل نور الدين الزياتي وعزيز البوطي ونور الدين الصويب وموكلي حاتم ، عادل كروشي…
يعتبر عبد القادر أيت أوبا من بين المؤسسين لنادي شباب المحمدية… ساهم في تأسيس عدة مدارس كروية واختار أن يبقى بعيدا عن إدارتها فقد كان الرجل يتنفس أوكسيجين الرياضة، اكتفى بمهمة التدريب، وتكوين اللاعبين، بعدها قرر تأسيس مدرسة المجد . ويبقى دائما واحدا من رموز الرياضة المحلية الذين صنعوا يوما مجد الرياضة بمدينة المحمدية.
تجدر الإشارة، إلى أن النسخة الأولى من هذه البطولة أقيمت يومي الأربعاء والخميس 18 و 19 أكتوبر 2023 بمدينة تيفلت، من طرف “الاتحاد العام للجمعيات الرياضية لكرة القدم بالمغرب”، بتعاون مع جمعية وفاق تيفلت لكرة القدم، انتهت بتتويج فريق الحمراء عين عتيق في فئة الكتاكيت، وفي فئة البراعم، توج فريق المواهب الشابة بالناظور، أما في فئة الصغار، فكان التتويج من نصيب فريق المواهب الشابة بالناضور في حين تم تتويج فريق قدماء مولودية الداخلة بطلا في فئة الفتيان.