دعا الوفد المغربي المشارك في أشغال الجمعية العامة 149 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة بجنيف، يوم أمس الأربعاء، إلى زيادة الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا مع ضمان حماية الإنسانية من مخاطر استخداماتها “الفتاكة”.
وقال النائب عمر حجيرة، في كلمة باسم البرلمان المغربي خلال المناقشة العامة المنظمة حول موضوع ”الاستفادة من العلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل مستقبل أكثر سلما واستدامة”، إنه “علينا أن نوحد صوتنا للتنبيه من هذه المخاطر المختلفة”.
وإلى جانب التقدم المفيد في العلوم والتكنولوجيا، أشار حجيرة، الذي يترأس وفد الشعبة البرلمانية الوطنية للبرلمان المغربي بالاتحاد البرلماني الدولي، في فعاليات الجمعية العامة 149 للاتحاد والدورة 214 للمجلس الحاكم والاجتماعات ذات الصلة، إلى “فورة علمية غير مسبوقة” سواء في الصناعات “التي تهدد السلام والأمن والاستقرار” أو في بعض الأبحاث الجينية التي تفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الأخلاقية البيولوجية.
وتطرق حجيرة أيضا إلى المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي، والانتشار المقلق للمعلومات المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
واقترح، في هذا السياق، اغتنام فرصة هذا اللقاء الذي يجمع المشرعين من العالم بأسره لإطلاق نداء عالمي جديد يعبر عن “قلقنا إزاء ضرورة حماية البشرية من أخطار الاستخدامات الفتاكة للعلم والتكنولوجيا”.
وبعد أن أشار إلى المزايا والإنجازات التي لا يمكن إنكارها للتقدم العلمي والتكنولوجي في تطور البشرية، لفت النائب المغربي الانتباه إلى الفجوة العلمية والتكنولوجية التي لا تزال تثقل كاهل البلدان الأقل نموا.
وقال إن “هناك طفرات كبيرة في مجال البحث العلمي، لكن إنجازاته ونتائجه لم تصل إلى جميع مناطق العالم. فالتقدم الهائل الذي تحقق في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتكنولوجيا الحيوية والتعلم الآلي والإنترنت لم يصل بعد إلى جميع الشعوب”.
وأعرب حجيرة عن قلقه من أن هذه الفوارق قد تعوق تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، داعيا المجتمع الدولي إلى تصحيح الاختلالات وتوفير الحد الأدنى من المؤهلات والتكوين اللازم لتمكين جميع البلدان من الاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي.
وعلاوة على حجيرة (الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية)، يضم وفد الشعبة البرلمانية المغربية كلا من النائب مصطفى الرداد، عضو فريق التجمع الوطني للأحرار، والنائبة خدوج السلاسي، عضو الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية، إلى جانب الكاتب العام لمجلس النواب، نجيب الخدي.
يذكر أن الاتحاد البرلماني الدولي، الذي تأسس عام 1889 ويتخذ من جنيف مقرا له، هو منظمة عالمية تجمع البرلمانات الوطنية مع 181 برلمانا عضوا و15 عضوا منتسبا.