أتحف الفنان فؤاد الزبادي الجمهور الغفير الذي تابع أمس الاثنين حفلا ساهرا بقصر الباهية بمراكش، بمجموعة من الأعاني الأصيلة والخالدة في إطار الدورة الـ53 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية.
وخلال هذا الحفل، ألهب فؤاد الزبادي الذي تم تكريمه خلال هذه الأمسية، حماس الجمهور الذي غصت به جنبات فضاء قصر الباهية الذي احتضن لأول مرة جانبا من فعاليات المهرجان، والذي شكل جسرا لتواصل الجيل الحاضر مع أغاني مجموعة من رواد الفن المغربي والعربي من أمثال عبد الهادي بلخياط، وعبد الوهاب الدكالي.
وبفضل أدائه المتفرد تمكن الفنان الزبادي من تقديم كشكول فني متنوع اشتمل على مجموعة من أغاني الزمن الجميل للأغنية المغربية والعربية التي مازال يرددها جمهور واسع بشغف.
كما استطاع هذا الفنان أن يعيد إلى الأذهان مقطوعات وأغاني رددها جيل بأكمله، في استعادة لماضي الأغنية المغربية المعاصرة، التي تجاوز إشعاعها الحدود الوطنية لتنتشر عبر العالم العربي.
وقد مكن هذا الحفل الذي تميز بحضور مجموعة من الفنانين المغاربة والمهتمين بالأغنية المغربية والعربية الأصيلة، من خلق انسجام بين الفن المعاصر، والفنون التقليدية الشعبية، حيث ساهمت بعض الفرق الفولكلورية في أداء بعض الأغاني مع الفنان الزبادي في ختام هذه الأمسية.
وأعرب فؤاد الزبادي، عن سعادته بالمشاركة في إحياء سهرة من المهرجان الوطني للفنون الشعبية في دورته الـ53، مشيرا إلى أنه حرص على الإستجابة لذوق الجمهور الحاضر الذي ردد معه كلمات الأغاني التي أداها خلال هذا الحفل.
وسجل الزبادي في تصريح اعلامي أن مهرجان مراكش للفنون الشعبية كان ناجحا بكل المقاييس بفضل مجهودات الساهرين على تنظيمه.
وأوضح إسماعيل دوكا رئيس جمعية الأمة للتراث الشفهي اللامادي لفن الحوزي، بأن مشاركته في المهرجان الوطني للفنون الشعبية تعد الثالثة من نوعها، مشيرا إلى أن هذا المهرجان يتيح الفرصة للالتقاء بفرق شعبية من مختلف مناطق المغرب.
وأضاف في تصريح مماثل، أن المهرجان يتيح إبراز الفن الحوزي والتعريف به لدى الجمهور، داعيا إلى ضرورة تشجيع الشباب على ممارسة هذا الفن وغيره من الفنون الشعبية من أجل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي المغربي.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الـ53 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عرفت مشاركة مئات الفنانين المنتمين لأكثر من 30 فرقة فلكلورية من المغرب، وكذا العديد من الفرق الأجنبية من الصين وإندونيسيا وبوركينا فاسو.
وتعد هذه التظاهرة، التي نظمت تحت شعار “الإيقاعات والرموز الخالدة”، ثمرة شراكة بين جمعية الأطلس الكبير ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وقد حظيت بدعم من ولاية جهة مراكش-آسفي، ومجلس الجهة ومجلس المدينة وجماعة مشور القصبة. وشكل المهرجان على مر السنين واجهة استثنائية ولحظة ممتعة للاحتفاء بجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية متعددة الروافد.