تحيي شاعرة الغناء العربي الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة حفل افتتاح الدورة الخامسة من مهرجان الشعراء المغاربة، يوم السبت 29 يونيو 2024، في مسرح سينما إسبانيول بمدينة تطوان. ويستمر المهرجان إلى غاية فاتح يوليوز، حيث يكرم الشاعر محمد الأشعري، مع قراءات شعرية، يليها تكريم الإعلامية زبيدة الفاتحي. كما يشهد المهرجان مشاركة شعراء ومفكرين ونقاد وتشكيليين مغاربة، يلتقون في فضاءات هذه الدورة، ما بين مسرح إسبانيول الكبير ومدرسة الصنائع والفنون الوطنية والمدرسة العليا للأساتذة ومعهد طه حسين الجهوي التابع للمنظمة العلوية للمكفوفين.
وتمثل جاهدة وهبة أيقونة الطرب العربي في عالم اليوم، وهي لا تزال “تجاهد في سبيل الفن الأصيل”، كما قال عنها الراحل الكبير وديع الصافي. بينما يرى الشاعر والروائي الألماني غونتر غراس، صاحب نوبل للآداب، أن “جاهدة وهبة تمتلك قدرة عجيبة على موسقة الشعر”. ومثلما هي شاعرة الغناء العربي هي شهرازد الطرب العربي، أيضا، حيث أدت قبل سنوات أوبريت “شهرزاد” في عدد من المسارح العالمية، إلى جانب أعمالها الدرامية الكثيرة.
هي خريجة شعبة علم النفس من الجامعة اللبنانية، وحاصلة على دبلوم الدراسات العليا في الغناء الشرقي من المعهد الوطني العالي للموسيقى، حيث تابعت دراستها في العزف على العود، في الغناء الأوبرالي باللغة العربية، إلى جانب الإنشاد السرياني والبيزنطي والتجويد القرآني. كما تحمل جاهدة دبلوم الدراسات العليا في التمثيل والإخراج من الجامعة اللبنانية، مثلما شغلت مناصب عدة منها رئيسة لجنة الثقافة والبرامج في مجلس المؤلفين والملحّنين اللبناني، وسفيرة لمجلس المرأة العربية.
بصوتها الشاعري المتفرد، صدحت جاهدة وهبة بروح الموسيقى الشرقية وحلقت بصوتها الرخيم وهديلها الشجي في سماوات العالم، حين غنت لكبار الشعراء، ومنهم المتنبي والحلاج ورابعة العدوية وغونتر غراس وسعيد عقل وبابلو نيرودا ومحمود درويش وأبو فراس الحمداني ونزار قباني وابن عربي ولوركا والسياب ونازك الملائكة وشكسبير وجلال الدين الرومي وغيرهم، حيث حرصت على تقديمهم، وبألحانها، انطلاقا من ذائقةٍ فنية تبحث عن العمق والجودة، بعيدا عن “كرنفال الضجيج”، على حد توصيفها.
كما أدت جاهدة وهبة أدوارا رئيسية في مسرحيات وأفلام عدة. هكذا ذرع صوتها الآفق من بعلبك إلى دور الأوبرا وأعرق المسارح العالمية، مثّلت فيها لبنان والعالم العربي في كثير من المناسبات والمهرجانات الدولية، وهي تترنم وتغني للشرق والحب والأرض والإنسان، مضيئة كذلك، على صوفيات جميلة كما على كلاسيكيات الزمن الجميل وموروث العمالقة.