يلتقي الباحثون والمهتمون بالشأن الثقافي على المستوى المحلي والوطني، يوم غد الجمعة 22 دجنبر في حفل تقديم وتوقيع كتاب “الجماعات المحلية والمسألة الثقافية” لمؤلفه الأستاذ عبدالرزاق وردة، وذلك بالمركب الثقافي “محمد الزفزاف” المعاريف في الدارالبيضاء.
وسعى مؤلف الكتاب إلى تدوين وتوثيق عدد من التظاهرات الثقافية بمختلف أجناسها الفكرية والأدبية والفنية التي عرفتها جماعة المعاريف سابقا-البيضاء- على امتداد عشرين سنة وتحديدا من 1983 إلى2003، مع ما عرفته تلك الفترة من زخم واهتمام بالفعل الثقافي رغم الصعوبات و المثبطات المادية منها و القانونية.
كما يستعرض المؤلف مختلف الشركاء من مؤسسات وأشخاص ذاتيين ساهموا في إخراج تلك الأعمال إلى حيز الوجود، همهم المشترك آنذاك هو الهم الثقافي ودور المثقف في تنوير الفكر وتنمية الحس النقدي والرقي بالذوق الجمعي وتهذيب السلوك …ولا يفوت المؤلف تناول الإختلاف البين في مفهوم الثقافة، بين الثقافة السائدة والثقافة المستبعدة.
وتعزيزا لما ذهب إليه الأستاذ من خلال تقديم نماذج الأنشطة الثقافية لجماعة المعاريف سابقا، توضح بالملموس بعض الجداول المقارنة، التي جاءت في إحدى الشهادات، تهميش وتغييب البعد الثقافي في ميزانيات وبرامج أكبر مجلس جماعي في بلادنا رغم الإمكانيات المتوفرة حاليا خلافا للعقود السابقة.

وفي هذا السياق يرى الأستاذ عبد الرزاق وردة في مؤلفه” ان أغلب الجماعات ومنتخبيها يتحججون بقلة الإمكانيات المالية المرصودة وغياب مواد و فصول قانونية مخصصة للعمل الثقافي. فإذا كانت هذه الملاحظات و النواقص تسري إلى حد كبير على ظهير 30 شتنبر 1976 المتعلق بالعمل الجماعي، فإن ما جاء به المشرع من تعديلات جوهرية على الميثاق الجماعي، سواء تعلق الامر بالقانون رقم 78.00، ومرورا بالتغييرات التي أدخلها القانون رقم 17.08 وصولا إلى القانون رقم 113.14، يفند تلك الدفوعات و المبررات فتبدو واهية، وهي تعكس في المقام الأول، انعدام القناعة بجدوى الفعل الثقافي مع ما يترتب عن ذلك من غياب للبرامج و المشاريع الثقافية”.
تبقى الإشارة إلى أن الأستاذ عبدالرزاق وردة مستشار سابق بجماعة المعاريف، و سبق له أن ترأس لجنة التعليم والشؤون الإجتماعية و الثقافية والرياضة في إحدى الولايات لنفس الجماعة.