مازال الرأي العام المحلي بمدينة برشيد التابعة لجهة الدار البيضاء- سطات، يتساءل عمن يقف وراء محاربة الاستثمار بالمنطقة وتداعيات ذلك على تخريب الاقتصاد الوطني، منتظرين إجابة شافية لأسئلة حارقة بعدما أصبحت عاصمة ولاد حريز مثالا صارخا على انتشار البطالة في أوساط الشباب وتوقف عجلة التنمية عن الدوران بعد قرار المستثمرين مكرهين تحت تعدد العراقيل شد الرحال إلى وجهات أخرى.
وبحلول الوالي الجديد لجهة الدار البيضاء سطات، استبشر سكان برشيد خيرا بالرجل المعروف بصرامته في تطبيق القانون وجديته في تحريك المشاريع والأوراش المتعثرة، إذ يسود الانتظار والترقب سكان المدينة لمعرفة القرارات القادمة للوالي محمد مهيدية لفائدة عاصمة ولاد حريز لانتشالها من براثن الضياع والبلوكاج كما هو الشأن بالنسبة للعاصمة الاقتصادية التي بدأت تستعيد عافيتها في عدد من المجالات مباشرة بعد تسلم الوالي الجديد زمام الأمور.
وفي انتظار إيجاد حلول واقعية لبعث الاستثمار في برشيد من مرقده، يسود القلق عدد من سكان المدينة جراء تحولها إلى مقبرة للمشاريع الاستثمارية، بعدما اضطر مستثمرون مغاربة وأجانب نقل مشاريعهم إلى مدن أخرى، في حين هناك من قرر حمل استثماراته إلى الخارج بدول إفريقية بعدما ذاق مرارة سلسلة من العراقيل بعاصمة ولاد حريز.

وتحولت برشيد إلى مثال صارخ لإقبار المشاريع الاستثمارية بعد توقف عد من الأوراش الصناعية في مهدها، حيث تروج حكايات تجارب مريرة لرجال أعمال عانوا من تحالف بعض أعوان السلطة مع شبكات الابتزاز، وتأخر القضاء في حسم قضاياهم العالقة حتى ينال المتورطون جزاءهم وتعود الحقوق لأصحابها.
وتتداول على نطاق واسع بوسائل الإعلام الوطنية أخبار حول وجود تحقيقات وأبحاث قضائية حول مشروع لإنشاء أحدث وحدة للتبريد بشمال إفريقيا تعثر رغم أنه تم رصد 40 مليون درهما لتمويله ورغم أنه كان سيوفر فرص شغل حقيقية، والسبب حسب المتداول يعود إلى أعوان سلطة بعضهم من ذوي السوابق بمعية مبتز محنك وزوجته مارسوا كل أنواع الضغط على أصحاب المشروع بهدف إخضاعهم للابتزاز، بسيل من الشكايات أساسها تلفيق تهم لا وجود لها وأحكام بحجوزات تعسفية على أصول المشروع، وهو ما أدى إلى انسحاب الشركاء الأجانب وتوقفهم عن التمويل.
وأدى تعثر عدد من المشروع وكذا مشاريع أخرى إلى حرمان برشيد من فرص التشغيل والاقتصاد الوطني من فرص حقيقية للإقلاع، وهو ما يتعارض مع الجهود المبذولة من قبل الدولة لتشجيع الاستثمار وخلق فرص الشغل ومحاربة البطالة.
وينتظر الرأي العام المحلي ببرشيد ومعه الرأي العام الوطني الحسم في الملفات العالقة سواء من طرف السلطات العمومية أو القضاء الذي يحقق في الوقت الحالي في عدد من القضايا التي تورط فيها عدة أشخاص على رأسهم مبتز و زوجته التي فضلت الفرار إلى الخارج.
ويحذو عدد من المنتخبين وسكان برشيد أمل كبير في تدخل والي جهة الدار البيضاء سطات، لوضع حد لقضايا الفساد والابتزاز التي تعرقل الاستثمار والتنمية بالجهة خاصة والوطن عموما، مع فتح تحقيق معمق مع كل الأطراف التي لها علاقة بالموضوع، رغم ابلاغها بالجرائم المقترفة منذ سنوات.