خالد الكطابي
تظاهر آلاف الأشخاص مساء أمس السبت في شوارع مدينة سان سيباستيان،شمال إسبانيا،معلنين تضامنهم مع فلسطين ومطالبين بوقف «الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة» وإيجاد حل سياسي عاجل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقد تمت الدعوة للمسيرة من قبل مبادرة «غيرنيكا باليستينا»،أي غيرنيكا فلسطين،التي روج لها حوالي 150 خمسين ممثلا عن بلد الباسك والذين أصدروا بيانا يتضمن ثلاث نقاط أساسية :«الوقف الفوري للمذبحة في غزة.الحل السياسي العاجل والتضامن مع فلسطين».
وعرفت المسيرة مختلف أطياف المجتمع الباسكي والتي تصدرته جمعيات، أحزاب، نقابات،مثقفين، فناين ومهاجرين مغاربة،جزائريين وفلسطينيين ،القاطنين بمدينة سان سيباستيان ونواحيها..
وتم انطلاق مسيرة غرنيكا/غزة من داخل نفق الحي القديم بمديننة سان سيباستيان،في إشارة إلى النفق المظلم الذي يمر منه الضمير الإنساني العالمي..
وعند بداية الخروج من النفق تم تعليق لافتة كبيرة حملت شعار«غزة تستغيث»،حيث طالب المتظاهرون من خلال شعاراتهم التي صدحت بها حناجرهم ولافتاتهم الفردية والجماعية :«الوقف الفوري للإبادة الجماعية للفلسطينينن »،«التنديد بالموقف الأوروبي والأمريكي المدعم لسياسات إسرائيل القاتلة وأوروبا المتواطئة»،«المقاومة ليست إرهابا»،«الحرية لفلسطين»،«ليست حربا،إننا إبادة»،«ناتانياهو إرهابي»،«ناتانياهو القاتل».
وجابت المسيرة،التي بلغ طولها أكثر من 3 كيلومترات،شوارع مدينة سانسيباستيان وأدت إلى شل حركة السير بمداخل المدينة وخارجها..
ورغم وصول المتظاهرين إلى ساحة «ألديردي إيدر»حيث أقيمت منصة لتخليد الحدث التضامني وبعد قراءة أشعار تضامينة تم ارتجالها في اللحظة ومعزوفة موسيقية حملت اسم«غزة» وقراءة البيان التضامني،فقد تم تسجيل تقاطر العديد من المتظاهرين الذين لم يصلوا بعد إلى ساحة اختتام المسيرة.
وأعلن أغوس إيرنان،الناطق الرسمي باسم المسيرة التضامنية، في كلمته الختامية أن «التضامن مع فلسطين يجري حشده في جميع أنحاء العالم، واليوم في سان سيباستيان تجمع آلاف الأشخاص الذين انبعثوا من رماد غيرنيكا»
وشدد أغوس إيرنان على «تنوع وتقاطع الاحتجاج، بعد أن نجح في جمع الأغلبية الاجتماعية والنقابية والسياسية في إقليم الباسك بطريقة توافقية».
وذكر منظمو المسيرة العالم بما وقع في بلدة غرنيكا الباسكية سنة 1937 حيث أباد النازيون الألمان والفاشيون الإيطاليون مدينة غرنيكا بأكملها تماما كما يقع الآن في غزة الفلسطينية..
«و رغم اختلاف المنفذين و تغير المنظومات القانونية الدولية فإن إبادة مدنيي عزة يشكل الوجه الآخر للبربرية الإنسانية تحت مرأى ومسمع العالم ..فما الذي تغير؟»يتساءل الناشط الباسكي
ويضيف أغوس إيرنان:«إنهم يريدون توهيمنا بأنها حرب ولكنها إبادة جماعية يقترفها الجيش الإسرائيلي اتجاه مدنيين عزل..»
وأكد أغوس إيرنان، قائلا: «لم يسبق أن تم تنظيم مسيرة بهذه الوحدة والقدرة على الجمع بين أشخاص مختلفين تماما، بالإضافة إلى إصدار بيان تضامني عبر عن انشغال شخصيات من مشارب فكرية وسياسية مختلفة هذا شيء غير مسبوق».
مسيرة الرينتيرية
ومساء اول امس الجمعة،وغير بعيد عن مدينة سان سيباستيان،تم بمدينة الرينتيرية،وبمبادرة من “أوريريتا،الديناميات الشعبية لدعم فلسطين”تنظيم مسيرة إعدادية لحشد الدعم للمسيرة الوطنية التي تم تخليدها السبت بعاصمة جهة غيبوسكوا..
وفي بيان للمنظمين،تمت قراءته باللغة العربية أيضا، تمت إدانة «الميز العنصري والسياسات الإجرامية التي تنهجها إسرائيل منذ عقود في فلسطين والتي صلت إلى أقصى الحدود وعلينا أن نقول كفى .لا يمكننا القبول بسياسة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل تجاه الفلسطينيين..»
وتابع البيان قائلا:«إننا ندين بصوت عال وواضح إسرائيل التي تريد أن تمحي فلسطين من الأرض..
كما نستنكر وندين بشدة، الدور الذي تلعبه أوروبا المتحالفة مع دولة إسرائيل القاتلة..»
و من جهة أخرى أعرب المنظمون عن إدانتهم للبيان التي نشرته شركة” كاف”وهي شركة مقرها في جهة غيبوسكوا،والتي عبرت عن تضامنها ودعمها لدولة إسرائيل في مواجهة الإبادة والحصار والفصل العنصري المفروض على فلسطين.
وأكد بيان “أوريريتا،الديناميات الشعبية لدعم فلسطين”قائلا:«لا يمكننا أن نتجاهل موقف شركات بلد الباسك المتعاونة مع إسرائيل والتي تضع مصالحها الاقتصادية قبل الحرية و حقوق الإنسان وحياة الشعب الفلسطيني..»
ولم يفت المنظمون كذلك الدعوة إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية:«لا تشتروا المنتجات الإسرائيلية..لا تعطوا سنتيما واحدا للدولة المسؤولة عن الإبادة الجماعية في فلسطين ولا أولئك الذين تحالفوا معها..»