تعرف الجهة الشمالية للمملكة بصفة عامة، وعمالة طنجة أصيلة، بصفة خاصة، خلال الصيف الجاري، حركة مرور قياسية وغير عادية، حيث تزامن صيف هذه السنة، مع عودة أبناء الجالية المقيمة بالخارج لأحضان الوطن، والسياحة الخارجية والداخلية، وهو ما جعل معظم طرقات مدينة البوغاز، تعرف اكتظاظا مروريا غير مسبوق.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، تشهد مدارة ملوسة الواقعة على الطريق الوطنية رقم 2، حوالي 25 كلم عن طنجة في اتجاه تطوان، حركية مرورية دؤوبة لا تفتر على مدار اليوم، بسبب موقعها كنقطة هامة لتقاطع عدة محاور طرقية رئيسية، بما فيها الولوج لمحطة أداء الطريق السيار المار من المنطقة.
وتستقبل هذه المدارة، أكثر من ستة آلاف شاحنة يوميا، خاصة منها تلك القادمة من مصنع رونو لصناعة السيارات، ومن المنطقة الصناعية المجاورة، فضلا عن المئات من السيارات الخاصة، وسيارات الأجرة، وسيارات نقل العمال، وحافلات نقل المسافرين والشاحنات القادمة عبر الطريق الوطنية والطريق السيار من مدينة تطوان والقصر الصغير والمدن المجاورة.
فأهمية المدارة – حسب المهتمين – تطرح تساؤلا هاما، يخص بالتحديد، تنظيم حركة المرور التي يشرف عليها خلال أوقات الدروة أزيد من 8 دركيين تابعين للمركز الترابي لملوسة، وكوكبة الدراجات النارية، مما يساهم نسبيا في حل مشكل الاكتظاظ، والتركيز على ضمان انسيابية حركة المرور.
وبلغة الأرقام، فقد عرف أحد أيام الأسبوع الحالي، مرور أزيد من 250 ألف سيارة بين الساعة الثانية عشرة زوالا، والساعة السادسة مساء، و لازال فصل الصيف في بداياته.
وحسب متتبعين للشأن المحلي، فإن توسع المنطقة الصناعية ملوسة يوما بعد يوم بشكل متسارع، ومع اقتراب إطلاق عملية إعمار المدينة الجديدة الشرافات، فقد أصبح من الضروري، وبشكل أكثر من عاجل، إنشاء ممر تحت أرضي بهذه النقطة، للتخفيف من الضغط المروري وحدة الاكتظاظ بها، تسهيل سيولة السير وتفادي المشاكل المرورية، مما يؤكد وبجلاء، أن وضعية مدارة ملوسة، هي مسألة بنية تحتية صرفة، وليست قضية تنظيم ظرفي للمرور من قبل عناصر الدرك الملكي الذين يبذلون جهودا جبارة يوميا لضمان حسن السير وتيسيره، تأمينا وحماية لسلامة مستعملي الطريق.
